ـ سن سنة حسنة كان له مثل اجر من عمل بها الخ والظاهر من هذه الاخبار ان الامور الغير الاختيارية قد تكون دخيلة فى استحقاق كثرة الثواب والعقاب وقلتهما كمدخليتها فيما نحن فيه فى استحقاق العقاب وعدمه وبيان الاستشهاد ان المستفاد من الاخبار ان كثرة العامل بسنة احد الشخصين المفروضين وقلة العامل بسنة الآخر مؤثرتان فى كون ثواب الاول او عقابه اعظم مع ان كثرة العامل وقلته خارجتان عن اختيارهما وربما اورد على الاستشهاد بالاخبار بان المسألة عقلية لا وجه للاستدلال فيها بالاخبار سيما اخبار الآحاد وفيه مع منع كون الاخبار فى مرتبة الآحاد بل الاخبار فى حد التواتر كما صرح به الشيخ (قده) فى قوله والاخبار فى امثال ذلك فى طرف الثواب والعقاب بحد التواتر ان الاستشهاد بالاخبار تأييد وليس الغرض منه الاحتجاج والاستدلال لان الكتاب والسنة لا يصلحان ان يكونا دليلين فى العقليات.
قوله وقد اشتهر ان للمصيب اجرين وللمخطئ اجرا واحدا اقول فى نسبته إلى الشهرة دون الخبر دلالة على عدم عثوره على رواية فيه كما اعترف به (قده) فى بعض كلماته ووجه الاستشهاد بهذا ان نقصان ثواب المخطئ عن ثواب المصيب ليس إلّا الامر غير اختيارى وهو مصادفة الواقع وعدمها وينبغى ان يعلم ان هذا استشهاد ثالث لمدعيه قوله وربما يؤيد ذلك انا نجد من انفسنا الفرق الخ استشهاد رابع وبيانه انا اذا راجعنا وجداننا نجد عدم تساوى من صادف قطعه الواقع ومن لم يصادف فى استحقاق المذمة لان الذم بالنسبة الى المصادف من جهتين إحداهما من جهة الشقاوة والاخرى من جهة الفعل بخلاف غير المصادف فان الذم فى حقه من جهة الشقاوة وخبث الباطن فقط وزيادة الذم فى حق المصادف دون غيره ليس إلّا من جهة امر غير اختيارى لا يقال ان هذا اعتراف بثبوت العقاب على من لم يصادف قطعه الواقع لانه كان مذموما عند العقلاء على الفرض المذكور لانا نقول ان الذم فى حق غير المصادف من جهة خبث الفاعل لا الفعل حتى يستلزم العقاب