(م) وقسم ينتهى الى مادة وهى بعيدة عن الاحساس ومن هذا القسم الحكمة الالهية والطبيعية وعلم الكلام وعلم اصول الفقه والمسائل النظرية الفقهية وبعض القواعد المذكورة فى كتب المنطق ومن ثم وقع الاختلافات والمشاجرات بين الفلاسفة فى الحكمة الالهية والطبيعية وبين علماء الاسلام فى اصول الفقه ومسائل الفقه وعلم الكلام وغير ذلك والسبب فى ذلك ان القواعد المنطقية انما هى عاصمة من الخطاء من جهة الصورة لا من جهة المادة إذ أقصى ما يستفاد من المنطق فى باب مواد الاقيسة تقسيم المواد علي وجه كلى الى اقسام وليست فى المنطق قاعدة بها يعلم ان كل مادة مخصوصة داخلة فى اى قسم من الاقسام ومن المعلوم امتناع وضع قاعدة يكفل بذلك.
(ش) قد تقدم ان اقسام العلوم النظرية ثلاثة الالهيات والطبيعيات والرياضيات وانها باعتبار قرب المواد وبعدها من الاحساس على قسمين القسم الاول كعلم الهندسة والحساب واغلب مسائل المنطق قد عرفت انها لكون قرب موادها من الاحساس لا يقع فيه الخلاف بين العلماء والخطاء فى نتائج الافكار واما القسم الثانى من العلوم النظرية لكون موادها بعيدة عن الاحساس وقع الاختلافات والمشاجرات بين الفلاسفة فى الحكمة الالهية وهو علم يبحث عن احوال الوجود وموضوعه هو الموجود مثلا كاختلافهم فى ان الوجود هل هو حقيقة واحدة او حقائق متباينة الذوات والقائل بالاول هو الاشراقيون وبالثانى هو المشائيون على ما نسب اليهم والطبيعية وهو علم يبحث عن احوال وعوارض الجسم الطبيعى وموضوعه هو الجسم كاختلافهم فى ان الزمان هل هو موجود خارجى من مقولة الكم او نسبة عقلية انتزاعية والجسم على قسمين طبيعىّ وهو الامتداد الجوهرى فى الاقطار الثلاث وتعليمى وهو تعين الجسمية الطبيعة بشكل من الاشكال كالكروية والمكعبية وبعض القواعد المذكورة فى كتب المنطق وذلك كالقواعد المتعلقة بالجنس والفصل فانهما وان بينا مفهوما لكن هذا المفهوم ينتهى إلى مادة هى بعيدة عن الاحساس باعتبار ملاحظة معني المادية والصورية فيهما وكالقواعد المتعلقة بالاشكال الاربعة ـ