(م) وينبغى التنبيه على امور الاول انه ربما توهم بعض ان الخلاف فى اعتبار ظواهر الكتاب قليل الجدوى اذ ليست آية متعلقة بالفروع والاصول إلّا ورد فى بيانها او فى الحكم الموافق لها خبر او اخبار كثيرة بل انعقد الاجماع على اكثرها مع ان جل آيات الاصول والفروع بل كلها مما تعلق الحكم فيها بامور مجملة لا يمكن العمل بها الابعد اخذ تفصيلها من الاخبار انتهى. اقول ولعله قصّر نظره إلى الآيات الواردة فى العبادات فان اغلبها من قبيل ما ذكره وإلّا فالاطلاقات الواردة فى المعاملات مما يتمسك بها فى الفروع الغير المنصوصة او المنصوصة بالنصوص المتكافئة كثيرة جدا مثل (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) و (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ) و (تِجارَةً عَنْ تَراضٍ) ، (فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ) و ـ
(ش) اقول ان المتوهم المذكور هو الفاضل النراقى فى المناهج وما توهمه هذا الفاضل لكونه واضحا على ما افاده الشيخ قدسسره من بيان مرامه لا يحتاج الى بيانه منا ولكن يرد على ما توهمه مضافا الى ما افاده الشيخ (ره) فى رده ان الانتفاع بالقرآن فى باب التراجيح من اعظم الفوائد فكيف يقال بان الخلاف فى اعتبار ظواهر الكتاب قليل الجدوى. قوله اقول ولعله قصر نظره الى الآيات الخ حاصله ان ما ادعاه الفاضل النراقى من ان البحث عن اعتبار ظواهر الكتاب قليل الجدوى صحيح بالنسبة الى الآيات الواردة فى العبادات فان اغلبها من قبيل ما ذكره يعنى قد ورد فى بيانها او فى الحكم الموافق لها خبر او اخبار كثيرة واما الآيات الواردة فى خصوص المعاملات مما يتمسك بها فى الفروع الغير المنصوصة او المنصوصة بالنصوص المتكافئة مثل الآيات المذكورة فى المتن وكذا بعض الآيات الواردة فى العبادات مثل قوله تعالي : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) وآيات التيمم والوضوء والغسل فليس من قبيل ما ذكره الفاضل لان هذه الاطلاقات والعمومات وان ورد فيها اخبار فى الجملة إلّا انه ليس كل فرع فى المعاملات وفى بعض العبادات مما يتمسك فيه بالآية ورد فيه خبر سليم عن المكافئ فلاحظ وتتبع فبالجملة ان القول بان البحث عن اعتبار ظواهر الكتاب قليل الفائدة رأى سخيف اذ البحث عن حجية ظواهر الكتاب وعدمها ـ