ـ عن امير المؤمنين عليهالسلام ان الراضى بفعل قوم كالداخل فيه معهم وعلي الداخل اثمان اثم الرضا واثم الدخول ويؤيده قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) وقوله تعالى (إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) وما ورد من ان من رضي بفعل فقد لزمه وان لم بفعل وما ورد فى تفسير قوله تعالى (فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) من ان نسبة القتل الى المخاطبين مع تأخرهم عن القاتلين بكثير رضاهم بقتلهم وقوله تعالى (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً) ويمكن حمل الاخبار الاول على من ارتدع عن قصده بنفسه وحمل الاخبار الاخيرة على من بقى على قصده حتى عجز عن الفعل لا باختياره او يحمل الاول على من اكتفى بمجرد القصد والثانية على من اشتغل بعد القصد ببعض المقدمات كما يشهد له حرمة الاعانة على المحرم حيث عممه بعض الاساطين لاعانة نفسه علي الحرام ولعله لتنقيح المناط لا بالدلالة اللفظية.
ـ وقد يظهر من بعض ان حرمة العزم على المعصية مما لا شك فيه عند الخاصة والعامة وكتب الفريقين من التفاسير وغيرها مشحونة بذلك بل هو من ضروريات الدين عند القائل ومن الآيات الدالة على ان العبد مؤاخذ بعزمه علي المعصية قوله تعالى (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) انتهى.
وكلام السيد مرتضى (ره) فى تنزيه الانبياء حيث قال ارادة المعصية والعزم عليها معصية وقد تجاوز قوم حتى قالوا : العزم علي الكبيرة كبيرة وعلي الكفر كفر وكذا تصريح الفقهاء بان الاصرار على الصغائر اما فعلى او حكمي وهو العزم على فعل الصغائر متى تمكن منها ثم اورد على نفسه سؤالا بانك قد قبلت قد ورد عن ائمتنا عليهالسلام اخبار كثيرة تشعر بان العزم على المعصية ليس معصية واجاب عنه بانه لا دلالة فى تلك الاخبار على ان العزم على المعصية ليس معصية وانما دلت على ان من عزم على معصية كشرب الخمر ولم يعملها لم تكتب عليه تلك المعصية متى عزم عليها لا ان نفس العزم ليس بمعصية انتهى كلامه رفع مقامه وفيه ان هذا المعنى خلاف ظاهر الروايات التى دلت على ان العزم على المعصية ليس بمعصية فتامل. ـ