ردّه؟ قلت : يا رسول الله ، سمعتك تدعو فأحببت أن تكون الدّعوة في الأنصار. قال : لست بأوّل رجل أحبّ قومه ، أبى الله ـ يا أنس ـ إلاّ أن يكون ابن أبي طالب ».
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اللهم جئني بأحبّ خلقك إليك وأوجههم عندك » يكذّب الحمل والتأويل المذكور ، إذ « الأوجه » في هذا المقام بمعنى « الأفضل على الإطلاق » ... ومنه يعلم أنّ « الأحبّ » كذلك ... فقد دلّ الحديث على أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام « أحبّ » و « أوجه » و « أشرف » و « أفضل » جميع « الخلق » عند الله سبحانه ـ عدا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ من الأنبياء والملائكة والناس أجمعين ...
وعن ( كتاب الطير ) للحافظ أبي نعيم الأصفهاني : « نا علي بن حميد الواسطي ، نا أسلم بن سهل ، نا محمّد بن صالح بن مهران قال : نا عبد الله بن محمّد بن عمارة قال : سمعت من مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال بعثتني أم سليم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بطير مشوي ومعه أرغفة من شعير ، فأتيته به فوضعته بين يديه فقال : يا أنس ادع لنا من يأكل معنا هذا الطير ، اللهم ائتنا بخير خلقك ، فخرجت فلم يكن همّي إلاّ رجلا من أهلي آتيه فأدعوه ، فإذا أنا بعلي بن أبي طالب ، فدخلت ، فقال : أما وجدت أحدا؟ قلت : لا. قال : انظر. فنظرت فلم أجد أحدا إلاّ عليّا. ففعل ذلك ثلاث مرّات. فرجعت فقلت : هذا علي بن أبي طالب. فقال : ائذن له ، اللهم وإليّ ، اللهم وإليّ ».