لكنها دعوى فارغة عاطلة ... ثمّ ادّعى كون المراد من « أحب الناس » هو « من أحبّ الناس » ... ادعى هذا جاز ما به ، والحال أنّه لو كان هذا الحديث موضوعا كما يزعم فمن أين يثبت أنّ هذا الذي ذكره هو المراد حتما؟
ومع ذلك ، احتمل ـ تبعا للكابلي ـ أن لا يكون الخلفاء حاضرين في المدينة وقت قصّة الطير ودعوة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بحضور « أحبّ الخلق » إلى الله وإليه ، إلاّ أنّه ليس إلاّ محاولة أخرى لإسقاط دلالة الحديث الشريف على أفضلية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ...
ومن أدلّة بطلان هذا الاحتمال وسقوطه : خبر الطير برواية النسائي.
ولقد زاد القاضي في الطنّبور نغمة أخرى ، فجاء بما لم يذكره أسلافه ... فزعم معارضة حديث الطير بما وضعه بعض الكذّابين منهم في مقابلته ... لكن الذي يهوّن الأمر قوله بالتالي : « لكنّ سنده واه ».