وأمّا تأييد القاري الوجه الأوّل بقوله : « فالوجه الأول هو المعوّل ، ونظيره ما ورد من الأحاديث بلفظ ... » ففيه : أنّه إذا كان أهل السنّة مضطرّين إلى التأويل لرفع التهافت في أحاديثهم تلك ، فما الملزم للشيعة الإمامية لأن يلتزموا بالتأويل في حديث الطير؟!
عبد الحقّ الدّهلوي
وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي ـ شارح مشكاة المصابيح ـ : « قوله : بأحبّ خلقك. أوّله الشّارحون بأنّ المراد من أحبّ خلقك ـ أو أحبّ خلق الله ـ من بني عمّه ، أو بأحبّ خلقك إليك من ذوي القرابة القريبة ، أو من هو أولى وأقرب وأحق بإحساني إليه. وهذا الوجه الأخير أقرب وأوفق بالمقام. هكذا قالوا. » (١).
وهذه هي تأويلات التوربشتي والطيّبي ، وقد عرفت سخافتها وركاكتها بالتفصيل ... فلا حاجة إلى الإعادة والتكرار ... لكن من العجيب جدّا أنّ هذا الشّيخ ينقل ـ بعد عبارته المذكورة ـ كلام التوربشتي ـ الذي أوردنا نصّه بكاملة وأبطلناه بما لا مزيد عليه ـ عن ( الصواعق ) ناسبا إيّاه إلى ابن حجر المكّي ... استمع إليه يقول :
« ولقد أتى الشيخ ابن حجر في كتاب الصواعق في الاعتذار عن التأويل
__________________
(١) اللمعات في شرح المشكاة ـ باب مناقب علي.