قال وليّ الله اللكهنوي : « ووقع في رواية الطبراني ، وأبي يعلى ، والبزار بعد قوله فجاء علي رضياللهعنه فرددته ، ثمّ جاء فرددته ، فدخل في الثّالثة أو في الرابعة. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ما حبسك عنّي ـ أو ما أبطأ بك عنّي ـ يا علي؟ قال : جئت فردّني أنس ، ثمّ جئت فردّني أنس. فقال صلّى الله عليه وسلّم : يا أنس ، ما حملك على ما صنعت؟ قال : رجوت أن يكون رجلا من الأنصار. فقال صلّى الله عليه وسلّم : أوفي الأنصار خير من عليّ ، أو أفضل من علي؟ » (١).
فإذن ، ملاك « الأحبيّة » في حديث الطير هو « الأفضليّة » وأمير المؤمنين عليهالسلام هو الأفضل من جميع المهاجرين والأنصار ... فهل تأويلها إلى ما ذكره ( الدهلوي ) إلاّ مكابرة ولجاج؟ وهل يجنح إليه ويقبله إلاّ من أعمته العصبيّة العمياء ، وغلبت على قلبه البغضاء؟
وعن كتاب ( المعرفة ) لعبّاد بن يعقوب الرواجني وفي غير واحد من الكتب : « قال أنس : قلت : يا أبا الحسن استغفر لي فإنّ لي إليك ذنبا ، وإنّ عندي بشارة. فأخبرته بما كان من دعاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فحمد الله واستغفر لي ورضي عنّي وأذهب ذنبي عنده بشارتي إيّاه ».
ففي هذا الحديث : إنّ أنسا طلب من أمير المؤمنين عليهالسلام أن يستغفر له ذنبه وهو ردّه إيّاه مرة بعد مرة ، للحيلولة دون دخوله عليهالسلام على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ووعده ـ في مقابل الاستغفار له ـ أن يبشّره
__________________
(١) مرآة المؤمنين ـ مخطوط.