أقول : لقد تبع القوشجي التفتازاني في هذا المقام في الجواب عن الاستدلال بحديث الطّير ، حيث نقل كلامه بحذافيره ، فنكتفي في الجواب : بما ذكرناه في الرد على التفتازاني ولا نعيد.
الشّهاب الدّولت آبادي
وقال شهاب الدين ملك العلماء الدولت آبادي الهندي : « اعلم أنّ أحاديث فضيلة علي ـ كرم الله وجهه ـ من الصحاح ، ولكن احتجاجهم على الخطأ.
احتجّ الشيعة بخبر الطير ... قال أهل السنّة : هذا الحديث لا يدل على أنّه أحب في كلّ شيء من أبي بكر ـ رضي الله تعالى عنه ـ. لعل المراد : خيرا لأكل هذا الطير » (١).
أقول : قد اعترف هذا الرجل بصحّة حديث الطّير ، لكنّه أجاب عن الاستدلال به بتأويله عن ظاهره ، ناسبا هذا التأويل إلى أهل السنّة ، وقد عرفت بطلان هذا التأويل وفساده كغيره ممّا ذكروه ، وإنّ كثيرا منهم لم يلجئوا إلى التأويل لوضوح وهنه وسخافته ، فزعموا المعارضة بما وضعوه في فضل الشيخين ، أو أحدهما.
__________________
(١) هداية السعداء. الهداية الاولى من الجلوة السابعة.