من جملة خلق الله ، وهو أحبّ الخلق إلى الله من جميع الوجوه والحيثيّات ، فالمراد أهل زمان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الصحابة ، وغيره إنّما يكون من وجه واحد خاص أو وجوه متعددّة مخصوصة ، فلا حاجة إلى تخصيص الخلق ، بل إلى تخصيص الوجه أو الوجوه ، لأنّه ليس أحبّ وأفضل من جميع الوجوه سوى سيّد المحبوبين وأفضل المخلوقين صلّى الله عليه وسلّم. ثمّ الكلام في الصحابة إنّما هو في الأفضليّة من كثرة الثواب والأحبيّة ، كما في القول المشهور من بعض العلماء في الفرق بين الأفضلية والأحبيّة. والمخلص في هذه المسألة : اعتبار الوجوه والحيثيّات. والله أعلم ».
لقد حكم الدهلوي بعدم جواز بقاء هذا الحديث على ظاهره في العموم « لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من جملة خلق الله وهو أحبّ الخلق إلى الله من جميع الوجوه والحيثيّات » وهذا تكرار لما سبق عن التوربشتي ، وقد عرفت سقوطه بوجوه ...
وأمّا حمله الحديث ـ بعد عدم جواز إبقائه على ظاهره ، لأنّ النبيّ من جملة خلق الله ، وهو أحبّ الخلق إليه ـ على أنّ « المراد أهل زمان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الصحابة » فواضح البطلان ، لأنّا لو سلّمنا رفع اليد عن ظاهر الحديث بسبب استلزام كون أمير المؤمنين عليهالسلام أحبّ إلى الله تعالى من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فإنّ مقتضى القاعدة رفع اليد عن ظاهر الحديث بقدر الضرورة ، بأن يكون عمومه غير شامل للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقط ، وأمّا غيره من الأنبياء والأوصياء والملائكة وسائر الخلق فباق تحت العموم.