وفي رواية ابن مردويه عنه أنّه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما أبطأ بك يا علي؟. قال : يا رسول الله قد جئت ثلاثا ، كلّ ذلك يردّني أنس. قال أنس : فرأيت الغضب في وجه رسول الله وقال : يا أنس ما حملك على ردّه؟ قلت : يا رسول الله ، سمعتك تدعو ، فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار. قال : لست بأوّل رجل أحبّ قومه. أبى الله يا أنس إلاّ أن يكون ابن أبي طالب ».
فلماذا الغضب من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو على خلق عظيم؟! الأمر جزئي لا يعبؤ به؟! ولما ذا ذاك السّرور والاستبشار من حضور أحبّ الخلق إلى الله وإليه؟! ألأمر جزئي لا يعبؤ به؟!
من الأدّلة الواضحة والبراهين الساطعة على أنّ هذه الأحبيّة تشريف خاص من الله لعلي بواسطته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن دون أن يكون لميله النفساني دخل في ذلك ... وإلاّ لقال : يا أنس أما علمت أنّ عليا أحبّ الخلق إليّ في الأكل ، لكونه مني بمنزلة ولدي ، فلا يكون الدعاء إلاّ فيه.
نعم ... يدل هذا الكلام من النبيّ عليهالسلام أن ذاك المقام كان من الله سبحانه ، وأنّه لا ينال إلاّ عليا عليهالسلام ... فظهر بطلان ما سنذكره من تأويلي ( الدهلوي ) ...
وفي رواية فخر الدين الهانسوي : « فآذنه النبيّ بالدخول وقال : ما أبطأ بك عنّي؟ قال : جئت فردّني أنس ، ثمّ جئت الثانية والثالثة فردّني. فقال صلّى الله عليه وسلّم : يا أنس ما حملك على هذا؟ قال : رجوت أن يكون