إن وجوه بطلان هذا الحمل كثيرة ، وهو واضح جدّا ، فلا نطيل المقام ببيان تلك الوجوه ، ونكتفي بأنّ في بعض ألفاظ الحديث : « اللهم أدخل عليّ أحبّ الخلق من الأوّلين والآخرين ».
وأمّا قوله : « وغيره إنّما يكون من وجه واحد خاص أو وجوه متعدّدة مخصوصة فلا حاجة إلى تخصيص الخلق بل إلى تخصيص الوجه أو الوجوه ، فإنّه ليس أحبّ وأفضل من جميع الوجوه سوى سيّد المحبوبين وأفضل المخلوقين صلّى الله عليه وسلّم » فدعوى بلا دليل ، لأنّ اجتماع جميع وجوه الأحبيّة المعتبرة في الأفضليّة في غير النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم غير ممنوع أبدا ، إنّما الممنوع أن يكون كمال جميع الوجوه الموجودة في غيره صلىاللهعليهوآلهوسلم أزيد من كمالها في شخصه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
إذن ، لا مانع من اجتماع جميع وجوه الأحبيّة في أمير المؤمنين عليهالسلام ، وحينئذ فما الملزم لتخصيص أحبيّته بجهة أو جهات دون غيرها وصرف الكلام النبوي عن ظاهره؟ ولو لم يكن لبطلان هذا التخصيص وجه إلاّ صرف الحديث عن ظاهره بلا دليل لكفى ، فكيف والوجوه على بطلانه كثيرة! تقدّمت طائفة منها في ردّ التأويل الأوّل الذي زعمه ( الدّهلوي ) ، فلا تغفل.
ثمّ العجب من هذا الشيخ يدّعي التّخصيص في الخلق ويقول « فالمراد أهل زمان رسول الله من الصحابة » ثمّ يعود بفاصل قليل ليقول : « ... فلا حاجة إلى تخصيص الخلق بل إلى تخصيص الوجه أو الوجوه ... » وهل هذا إلاّ تهافت؟!