« الخلق » فيكون دلالته أصرح من دلالة « الأتقى » فيما يزعمون ... فهل هذه الزيادة في الصّراحة هي المانعة عن الدلالة على الأحبيّة من جميع الخلق؟!
وأمّا الجواب الحلّي فهو : إنّ الغرض من هذا التأويل ليس إلاّ منع دلالة حديث الطير على أحبيّة أمير المؤمنين عليهالسلام من الشيخين ، فيكون عليهالسلام من أحبّ الخلق إلى الله ورسوله ، لا الأحب مطلقا ليلزم كونه أحبّ منهما ، ولكنّ دلالة الحديث على أحبيّته عليهالسلام منهما ثابتة حتى على هذا التأويل ، وذلك ... لأنّ النسائي وأبا يعلى رويا الحديث وفيه : « فجاء أبو بكر فردّه ، ثمّ جاء عمر فردّه ، ثمّ جاء علي فأذن له ».
فظهر أنّ الشيخين لم يكونا أحبّ إلى الله ورسوله حتى « من بعض الخلق » ... فيكون هذا التأويل مستوجبا لمزيد الحطّ من شأنهما وقدرهما ، إذن ، بناء على تقدير « من » أيضا يكون الحديث دالا على أنّه هو الأحبّ إلى الله ورسوله وأنّ الشيخين ليسا الأحبّ إليهما.
لكن ( الدهلوي ) ومن قبله الكابلي ... لم يفهما ما يستلزمه كلامهما وما ينتهي إليه مرامهما!! وعلى كلّ حال ، فإنّ هذا التأويل لا يضرّ باستدلال الشيعة بحديث الطير على كون أمير المؤمنين عليهالسلام أحبّ وأفضل من الشيخين ومن سائر الخلق أجمعين ... هذه الأحبيّة المطلقة الثابتة له من أحاديث العترة الطاهرة والأحاديث التي رواها أهل السنّة ـ المتقدّم بعضها ـ الآبية عن كلّ تأويل ، واللازم هو الأخذ بها ـ وبحديث الطير ـ على المعنى الذي هي صريحة فيه ... والحمد لله ربّ العالمين.
وأمّا دعوى نزول قوله تعالى : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ... ) في أبي بكر فقد