ومؤمن بلوغ أحد منزلته في الثواب بشيء من الأعمال. وهذا بيّن لمن تدبّره » (١).
وفي كتاب ( مناقب علي بن أبي طالب ) لموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي : أنّ عمرو بن العاص كتب إلى معاوية كتابا ذكر فيه مناقب لأمير المؤمنين عليهالسلام ... وقد جاء حديث الطير ضمن تلك الفضائل والمناقب التي احتّج بها ابن العاص ، لعلّو مقام الإمام وسمّو مرتبة ...
وهل من المعقول أن يحتّج به ابن العاص لو كان معناه الأحبّ في الأكل فقط؟
إنّه لو لا دلالته التامّة على فضل الإمام عليهالسلام لما شهد به ابن العاص ـ المعاند له ـ في مقابل رئيس الفرقة الباغية ... وهذا أمر يعترف به من كان له أقل بصيرة وإنصاف ...
أقول :
فمن هذه الوجوه ـ ووجوه أخرى لم نذكرها اختصارا ـ لا يبقى أيّ ريب في عموم « الأحبيّة » الواردة في حديث الطير ... وبطلان تأويلات ( الدّهلوي ) ومن تقدّمة لهذا الحديث الشريف ، لأجل صرفه عن الدلالة على أفضليّة أمير المؤمنين عليهالسلام فخلافته بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبالرغم من كفاية تلك الوجوه المتينة في الدلالة على ما ذكرنا ، فإنّا نورد فيما يلي نبذة من الأحاديث الدالّة بوضوح على عموم أحبيّة سيدنا أمير المؤمنين عليهالسلام ، تأكيدا لفساد تخيّلات ( الدهلوي ) وغيره من المسوّلين ...
__________________
(١) الفصول المختارة من العيون والمحاسن : ٦٩.