ومن العجائب أن جماعة من أعلام القوم يعزون إلى ابن الجوزي إيراد حديث الطير في كتاب ( الموضوعات ) :
قال الشعراني : « البحث الثالث والأربعون ، في بيان أن أفضل الأولياء المحمديين بعد الأنبياء والمرسلين : أبو بكر ثمّ عمر ثمّ عثمان ثمّ علي ـ رضي الله تعالى عنهم أجمعين ـ وهذا الترتيب بين هؤلاء الخلفاء قطعي عند الشيخ أبي الحسن الأشعري ، ظنّي عند القاضي أبي بكر الباقلاني.
وممّا تشبّث به الرّافضة في تقديمهم عليا ـ رضياللهعنه ـ على أبي بكر رضياللهعنه حديث : إنّه صلّى الله عليه وسلّم أتي بطير مشوي فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فأتاه علي رضياللهعنه.
وهذا الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ، وأفرد له الذهبي جزء وقال : إنّ طرقه كلّها باطلة. واعترض الناس على الحاكم حيث أدخله في المستدرك » (١).
وفي هذه العبارة من الكذب والافتراء والتدليس ما لا يخفى :
أمّا أولا : فإنّ الشعراني قد افترى على ابن الجوزي إيراد هذا الحديث في كتاب الموضوعات ، وهذه فرية قبيحة وكذبة واضحة ، فإنّه ـ بغضّ النظر عن عدم وجدان هذا الحديث الشريف في هذا الكتاب رغم التّفحص التام والتتبع
__________________
(١) اليواقيت والجواهر ـ المبحث الثالث والأربعون.