أقسام التكليم
الإلٰهي للبشر ، بينما تضمنت آيات أخرى جعله قسيماً للتكليم ، كقوله تعالى فيما وصف فيه الوحي للأنبياء عليهمالسلام
: ( إِنَّا أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ) إلى قوله : (
وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا )
(١) ، فالوحي هنا قسيم
للتكليم الخاص ، فالوحي هنا قسيم للتكليم الخاص الذي هو بلا واسطة ، وهو قسم من التكليم العام الذي هو إيصال المعنى بطرق متعدّدة ، وبهذا يكون الجعل للوحي بالمعنيين بلحاظين مختلفين. وقد اختلف المفسرون في التعبير وتسمية
هذا النوع من الوحي بمعناه الخاص ضمن صور تكليمه تعالى للأنبياء ، فقد عبروا عنه بعدة صيغ وأدخلوا تحته عدة تقسيمات ، ومن الآراء في ذلك : ١ ـ
ما ذهب إليه بعض المفسرين من أنّ الوحي في قوله تعالى : (
إِلَّا وَحْيًا )
هو الإلهام وأدخلوا ضمنه ما كان يقظة أو مناماً ، قال السدي : ... (
إِلَّا وَحْيًا )
بمعنى : إلّا إلهاماً بخاطر أو في منام أونحوه من معنى الكلام في خفاء (٢). وأيّد الجبائي هذا التحديد ، فعنده أن
هذا الوحي ليس كلاماً على سبيل الإفصاح كما يكون من إفصاح الرجل لصاحبه وإنّما هو ( خاطر وتنبيه ) (٣). ويقصر البيهقي معنى الوحي هنا على ما
يريه تعالى الأنبياء في المنام من الرؤيا وذلك ( كما أمر إبراهيم عليهالسلام
في منامه بذبح ابنه ) (٤). ________________
(١) سورة النساء : ٤ / ١٦٣.
(٢) التبيان / الطوسي ٩ : ١٧٧.
(٣) أمالي المرتضى ٢ : ٢٠٥.
(٤) الأسماء والصفات : ١٩٢.