وأدرج الفخر الرازي تحت هذه الصورة عدّة أنواع من الوحي ، إذ أنّه يرى أنّ قوله ( إِلَّا وَحْيًا ) معناه ( بالإلهام والقذف في القلب أو المنام كما أوحي إلى أُم موسى وإبراهيم عليهمالسلام ) (١).
وقصر الشيخ مغنية من المحدّثين المراد بهذا الوحي على الإلهام بمعنى : إلقاء المعنى مباشرة في قلب النبيّ دون واسطة (٢).
٢ ـ ما عبّر عنه بعضهم ؛ بالقذف والنفث في القلب والروح ، فقد وحّد مجاهد بين هذا القذف والإلهام ، فقوله تعالى : ( إِلَّا وَحْيًا ) معناه : نفث ينفث في قلبه فيكون إلهاماً (٣). فكأنه يشير إلى أن العلم المتحصّل من طريق هذا القذف هو الإلهام ، وإن الوسيلة له هو القذف في الروع ، وعن مجاهد أيضاً أن المقصود بهذه الآية هو داود عليهالسلام : ( أوحي في صدره فزبر الزبور ) (٤).
وقد روي عن الإمام علي الهادي ( عاشر أئمة أهل البيت عليهمالسلام ) الإشارة إلى الربط بين معنى الإلهام والقذف في الروع. فحين سئل عن قوله تعالى : ( إِلَّا وَحْيًا ) قال : وحي مشافهة ، ووحي إلهام ، وهو الذي يقع في القلب (٥).
ومعنى الروع الذي يعبر عن الإلقاء بأنه يكون فيه هو القلب والعقل كما
________________
(١) مفاتيح الغيب ٢٧ : ١٨٧.
(٢) الكاشف ٦ : ٥٣٤.
(٣) الجامع لأحكام القرآن / القرطبي ١٦ : ٥٣.
(٤) مجمع البيان / الطبرسي ٩ : ٣٧.
(٥) تفسير القمي ٢ : ٢٧٩ ، تصحيح وتعليق السيد طيب الموسوي الجزائري ، مطبعة النجف ، النجف الأشرف ( ١٣٨٦ هـ ).