تعالى : (
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (١). ب ـ
الإنزال : بما يدل على كون المقصود إنزاله دفعة واحدة يشمل الكتاب كله ، ومما يؤكد هذا قوله تعالى : (
كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ )
(٢) ، وقوله تعالى : (
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (٣). ومما لا شك فيه أن في هذا النزول
المتفرق طيلة ثلاث وعشرين سنة حِكَما وأسرارا دلّت على بعضها آيات الكتاب واستفاد المفسرون بعضاً آخر منها ، كأن يتسنّى للرسول من قراءته وتلاوته وبيان ما فيه من أحكام وتشريع وعقائد شيئاً فشيئاً ، وهو ما عبَّر عنه قوله تعالى : (
وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا ) (٤).
وفي هذا المجال فإنّ الله تعالى في هذه الحكمة إنّما ينظر إلى الناس باعتبارهم الهدف الرئيسي من تنزيل القرآن بقصد هدايتهم ... (٥). ومما استفاده المفسرون من وجوه في نزوله
متفرّقاً نواحٍ متعدّدة يمكن إجمالها فيما يأتي (٦)
: ١ ـ
إنّ هذا النزول نجوماً وجه من أوجه إعجازه ، فلو كان في مقدور البشر لاستطاعوا أن يأتوا بمثله متفرقاً. ________________
(١) سورة يوسف : ١٢ / ٢.
(٢) سورة الأعراف : ٧ / ٢.
(٣) سورة القدر : ٩٧ / ١.
(٤) سورة الإسراء : ١٧ / ١٠٦.
(٥) انظر : تاريخ القرآن / الصغير : ٤١.
(٦) مجمع البيان / الطبرسي ١٠ : ٥١٨.