وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ ..
)
، ( وَمَا كَانَ اللَّهُ
لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ .. )
و (
قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ
وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ .. )
، نلاحظ أن هذه الآيات لا تنفي الإخبار بالغيب عن غيره تعالى مطلقا وإنّما هي مطلقة بلحاظ معنى الأصالة والتبعية في علم الغيب ( فهو تعالى يعلم الغيب لذاته وغيره يعلمه بتعليم الله )
أي : إن علم الغيب منفي عن البشر بمعنى أن يكون علمهم له طبيعة بشرية أعلى من طبيعة عموم البشر ، فالآيات نافية أن يكون علمهم للغيب بعلم ذاتي وليست بنافية للعلم الكسبي بمعنى ( انكشاف الغيب لهم بتعليم إلهي من طريق الوحي )
فهو عند الله سبحانه علم ، وهو من البشر إخبار بالكسب ، وهذا ما أكدته آيات أخرى كقوله تعالى : (
ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ .. )
، (
تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ .. ) .
إذ يتبيَّن لنا من ملاحظة ارتباط الآيات فيما ترمي إليه من مفهوم : ( أنّ الغيب
لله وعند الله ، وأنه لا طريق إلى معرفته بالتجربة ولا بالعقل ولا بأي شيء آخر إلّا بالوحي منه تعالى ) .
________________