ونورها وحسنها (١). ورجح العلّامة المجلسي السبب الرابع ، وعلّله
بقوله : « لأنّهم مدحوا بهذا الاسم كأنّه ذهب إلى نقاء قلوبهم كنقاء الثوب الأبيض بالتحوير » (٢). وقيل : « حواري الرجل : ناصره وخاصّته
ومن أخلص له محبّته وصداقته » (٣). وينقسم المفسرون في الوحي إليهم على
فريقين : الأوّل :
يجعل الوحي إليهم بالإلقاء مباشرة دون توسّط أحد. قال أبو عبيدة معمر بن المثنى ( ت / ٢١٠
ه ، ٨٢٥م ) : ( أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ )
أي ألقيت في قلوبهم وليس من وحي النبوة إنّما هو أمرتُ (٤). وأيّد ذلك آخرون فقالوا : أوحيتُ هنا : ألقيتُ
إليهم بالآيات التي أريتهم إيّاها (٥). وذهب جمع من المفسرين إلى تحديد هذا
الإلقاء أكثر فقالوا : إنّه كان على سبيل الإلهام والقذف. نقل ذلك الشيخ الطوسي عن بعض المفسرين وقال به آخرون كالطبرسي والفخر الرازي والقرطبي ... وغيرهم (٦). ________________
(١) تنظر هذه الوجوه في : التبيان / الشيخ الطوسي ٢ : ٤٧٤ ، ومجمع البيان / الطبرسي ٢ : ٣٠٣ ، وجوامع الجامع / له أيضاً ١ : ٢٩٠ ، وبحار الأنوار ١٤ : ٢٧٥ ـ ٢٧٦.
(٢) بحار الأنوار ١٤ : ٢٧٦.
(٣) شرح أصول الكافي / المازندراني ١٢ : ٣٧٤.
(٤) مجاز القرآن ١ : ١٨٢.
(٥) التبيان ٤ : ٥٧.
(٦) اُنظر : التبيان ٤ : ٥٧ ، ومجمع البيان ٧ : ٢٦٣ ، ومفاتيح الغيب ١١ : ١١٠ ، وجامع أحكام القرآن ٦ : ٣٦٣ وغيرها.