فعمر بن الخطاب » (١). والمُحَدَّث هو من يحدِّثه المَلَك. ولا اشكال في وجود مُحَدَّثين في هذه الأُمّة ـ كما سيأتي في الوجه الثاني ـ ، وإنّما الإشكال في من كان مشركاً في شطرٍ كبيرٍ من عمره وملئت سيرته بالتجرّي على مقام النبي صلىاللهعليهوآله ، مع تناقضاته الكثيرة أن يكون واحداً منهم ، مما يدلّ على أن ذكر عمر في هذا الحديث مقحم.
الثاني : اتّفاق علماء الإمامية قاطبة مع كثير من محدِّثي العامّة على صحّة أحاديث كثيرة في كون أئمّة أهل البيت عليهمالسلام مُحَدَّثين (٢).
الثالث : إنّه لم ترد أدنى إشارة أو تصريح في القرآن الكريم والسنّة المطهّرة وتاريخ الأديان على وجود امرأة نبيّة أو رسولة ، مع ورود الخبر لدى الفريقين عن النبي صلىاللهعليهوآله في عدد الأنبياء ، وعدد الرسل عليهمالسلام ، ولم تكن فيهم امرأة ، كما ان القرآن الكريم وصف مريم عليهاالسلام بأنّها كانت ( صدّيقة ) كما في قوله
________________
(١) صحيح البخاري ٤ : ١٤٩ باب بلا عنوان بعد باب ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ .. ) ، وأعاده في ٤ : ٢٠٠ في فضائل عمر ، وصحيح مسلم ٧ : ١١٦ في فضائل عمر أيضاً.
(٢) عقد الصفّار في بصائر الدرجات : ٣٣٩ ـ ٣٤١ باباً بعنوان ان الأئمّة مُحَدَّثون مفهمون ، ضمّ ثمانية أحاديث ، تلاه باب آخر بعنوان أن المُحَدَّث كيف صفته وكيف يُصنع به وكيف يُحَدَّث ؟ ذكر فيه ثلاثة عشر حديثاً ، ومثل الباب الأوّل ما نجده في أُصول الكافي أيضاً ١ : ٢٧٠ ـ ٢٧١ وفيه خمسة أحاديث ، زيادة علىٰ ما في كتب الحديث الأُخرى ، وقد جمعها العلّامة المجلسي من تلك المصادر وغيرها في البحار ٢٦ : ٦٦ ـ ٨٥ باب أنّهم مُحَدَّثون فأوصلها إلى سبعة وأربعين حديثاً ، وفيها ماهو صريح كلّ الصراحة بنقض الضابط المعتمد في القول بنبوة النساء.