وقال الشيخ المفيد : « وأخبر سبحانه أنّه أوحى إلى مريم : ( أَنْ أَرْضِعِيهِ .. ) الآية ، ولم تكن أم موسى نبيّة ولا رسولة ، بل كانت من عباد الله البررة الأتقياء » (١).
واستدلّ الشيخ الصدوق على نفي نبوة النساء بقوله تعالى : « قد أخبر الله عزّوجلّ في كتابه بأنّه ما أرسل من النساء أحداً إلى الناس في قوله تبارك وتعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ) (٢) ، ولم يقل : نساءً ـ ثم قال ـ : المُحَدّثون ليسوا برسل ولا أنبياء » (٣).
ونفى الشيخ الطوسي صفة النبوّة عن النساء ، وأورد عن الحسن البصري أنّه قال : « ما أرسل الله امرأة ولا رسول من الجنّ ولا من أهل البادية » (٤).
وخلاصة القول الذي نميل إليه في هذا الموضوع أن لا دليل في القرآن الكريم ولا فيما روي عن الرسول صلىاللهعليهوآله على نبوة النساء عموماً دون تخصيص.
بل إن في القرآن الكريم ما يدل ـ إذا أخذ على ظاهره ـ على أنّه تعالى لم يرسل إلّا رجالاً بدليل قوله تعالى : ( مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ) (٥) ولا يضعف هذا الاستدلال ما قيل أن الآية في مقام الاحتجاج على أن من أرسل من قبل محمد صلىاللهعليهوآله كانوا رجالاً وإنّها جاءت ردّاً
________________
/ ٢ باب (١٤٦) ، والشيخ المفيد في الاختصاص : ٣٢٩ ، وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب ١ : ١١٥ ، والإربلي في كشف الغمّة ٢ : ٩٦.
(١) الفصول العشرة / الشيخ المفيد : ١٢٤.
(٢) سورة الأنبياء : ٢١ / ٧.
(٣) علل الشرائع ١ : ١٨٣ ذيل الحديث (٢) باب (١٤٦).
(٤) التبيان ٧ : ٢٠٥.
(٥) سورة يوسف : ١٢ / ١٠٩.