غُرُورًا ... ) (١). وبالعودة إلى الآيات الكريمة نجدها
غالباً تصف وحي الشيطان بهذا الطابع الذي تتلبّس به مصاديقه المختلفة من وسوسة أو تزيين أو وعد أو تأميل .. إلخ. والقرآن الكريم يميّز الوحي الشيطاني
بخصائص ينفرد بها تمثل ما يمكن أن يكون تصوراً لطبيعته ، وهذه الخصائص يمكن استجلاؤها من آيات الذكر الحكيم التي تناولت ذكر الشيطان وما يحيط به ويمكن إجمالها في : ١ ـ
تلبس الشيطان بطبيعته العاصية فلا ينتسب وحيه إلى غيره ، ولا تكون له أية صلة بالله تعالى ، لأنّه يقف في مقابل الوحي الإلٰهي
ويتناقض معه ، بل يمكن أن يقال إن وحيه تزييف للوحي الإلٰهي وخداع للإنسان ، لأنّ الوحي الإلٰهي إنّما هو كلامه تعالى المنزَّل على عباده من أنبياء أو غيرهم
، قال تعالى : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ... ) (٢)
، ومن ينزل به إليهم هو رسول منه تعالى ارتضاه لِيُبلِّغ وحيَه ، وهذا الرسول ملك كريم ، فما ينزل به من وحي هو : (
قَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ )
(٣) ، فهذا الوحي بعيد عن متناول الشيطان ولا توجد له أية صلة بالشيطان ، قال تعالى : (
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ )
(٤) ، وما كان للشيطان
أن يكون لهم من سبيل إلى أن يتنزلوا بشيء منه تعالى ، قال تعالى : (
وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ *
وَمَا يَنبَغِي ________________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ١١٢.
(٢) سورة النساء : ٤ / ١٦٣.
(٣) سورة التكوير : ٨١ / ١٩.
(٤) سورة التكوير : ٨١ / ٢٥.