وأهم هذه الروايات ما نقل من إلقاء
الشيطان في الوحي النازل على رسول الله صلىاللهعليهوآله
وذلك في سورة النجم حسب زعمهم ، ودليل هؤلاء فيما ذهبوا إليه الآية الكريمة قوله تعالى : (
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللهُ مَا
يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
(١) ، فهم حين يأتون إلى
سبب نزولها يقولون إنها نزلت تسلية لرسول الله صلىاللهعليهوآله
بعد أن كان الشيطان ( ألقى على لسانه صلىاللهعليهوآله
في بعض ما يتلوه مما أنزل الله عليه من القرآن ما لم ينزله الله عليه فاشتدّ ذلك على رسول الله صلىاللهعليهوآله
واغتم به فسلّاه الله به من ذلك بهذه الآية ) (٢). أما الحادثة نفسها فقد نقلت تفاصيلها
العديد من كتب التفسير والحديث العاميّة ، وتتلخص الروايات في : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
جلس في نادٍ من أندية قريش كثير أهله ، فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه ، فأنزل الله عليه : ( وَالنَّجْمِ إِذَا
هَوَىٰ )
حتى إذا بلغ : ( أَفَرَأَيْتُمُ
اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ ... )
ألقى عليه الشيطان كلمتين : ( تلك الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهن لترتجى ) ، ففرح المشركون وسجدوا جميعاً ، أما خاتمة القصة فإنّهم يقولون إن جبريل عليهالسلام جاء الرسول صلىاللهعليهوآله
وطلب منه أن يعرض عليه سورة النجم ، فلما عرض وصف اللات والعزى بالغرانيق العلى قال جبريل .. ( أما هذا فلم آتِكَ به هذا من الشيطان ) (٣). ________________
(١) سورة الحج : ٢٢ / ٥٢.
(٢) انظر : جامع البيان / الطبري ١٧ : ١٣١ ، أسباب النزول / الواحدي : ٢٣٢ ، مطبعة هندية ـ مصر (١٣١٥ ه ).
(٣) انظر : جامع
البيان / الطبري ٩ : ٣٥ ، و ١٢ : ٤٢ ، و ١٧ : ٢٤٥ ـ ٢٤٨ و ٢٥٠