الشيطان وآثاره ووساوسه هو بالاستعاذة بالله منه ، لأنّ الشيطان خنّاس إذا ذُكِر الله خنس.
وهو تعالى قد عصم عباده المؤمنين ـ بذكرهم له والاستعاذة به ـ من مس الشيطان قال تعالى : ( الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) (١). وهو تعالى أوصى رسوله وأمره بالاستعاذة به من الشيطان حين قراءته القرآن قال تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) (٢). وقد كان الرسول صلىاللهعليهوآله كما يؤكد رواة هذه الأخبار يقرأ القرآن خلالها ، فهل عصم الله سبحانه عباده وترك نبيه نهباً لإلقاءات الشيطان ، وهل كان العباد أجدر بإطاعة أمر الاستعاذة من الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله ؟
٤ ـ إن لسان النبي صلىاللهعليهوآله ـ الذي يدَّعي هؤلاء أن الشيطان ألقى عليه ـ هو : ( بيان الله وترجمانه ) (٣) الذي لاينطق إلّا عنه قال تعالى : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (٤) ، فما يبلّغه هذا الرسول إلى الناس ويتلوه عليهم هو ذكر من الله تعالى قد تعهد بحفظه فقال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (٥) ، والقول بإمكان الشيطان التدخل والإلقاء في هذا الذكر ( الوحي ) النازل منه تعالى هدم لأساس الرسالة ، وطعن للثقة في صحة صدور الوحي عنه تعالى ، فإذا كان الشيطان يستطيع أن يفسد ويلقي في بعض
________________
(١) سورة الأعراف : ٧ / ٢٠١.
(٢) سورة النحل : ١٦ / ٩٨.
(٣) الكاشف / مغنية ٥ : ٢٤٠.
(٤) سورة النجم : ٥٣ / ٣ ـ ٤.
(٥) سورة الحجر : ١٥ / ٩.