واستجماعاً لصورة هذا التفاضل نجده ظاهراً من حيث عدة اعتبارات :
فإننا نجد تفاضلاً باعتبار طريقة الوحي كأفضلية موسى عليهالسلام باختصاصه بالتكليم المباشر من وراء حجاب ، قال تعالى : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ ) (١) ، وقال تعالى : ( ... وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ) (٢) ، وأفضلية الرسول صلىاللهعليهوآله بالتكليم المباشر دون حجاب وذلك في قوله تعالى : ( فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ) (٣).
وهناك التفاضل باعتبار عموم الرسالة والشريعة ففضل محمد صلىاللهعليهوآله بالرسالة إلى عموم البشر ، قال تعالى : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا .. ) (٤) ، وأرسل أغلب الأنبياء عليهمالسلام إلى أممهم خاصة أو شعوبهم أو مدنهم ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا .. ) (٥) ، ( كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ) (٦).
ومنها التفاضل من حيث الإتيان بالتشريع ، فمن الرسل من يأتي بشريعة جديدة متكاملة تنسخ شريعة من قبله أو تكملها كموسى وعيسىٰ ومحمد صلىاللهعليهوآله الذي جاء بخاتمة الشرائع وأكملها ، ومنهم من لا يأتي بشريعة بل يتبع شريعة
________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٢٥٣.
(٢) سورة النساء : ٤ / ١٦٤.
(٣) سورة النجم : ٥٣ / ١٠.
(٤) سورة الأعراف : ٧ / ١٥٨.
(٥) سورة النمل : ٢٧ / ٤٥.
(٦) سورة الشعراء : ٢٦ / ١٢٣ ـ ١٢٥.