مِنَ الرُّسُلِ ) ؟ قال : نوح ، وإبراهيم ، وموسىٰ ، وعيسىٰ ومحمد صلى الله عليه وآله وعلى جميع أنبيائه ورسله. قلت : كيف صاروا أُولي العزم ؟ قال : لأن نوحاً بعث بكتاب وشريعة فكل من جاء بعد نوح عليهالسلام أخذ بكتابه وشريعته ومنهاجه ، حتىٰ جاء إبراهيم عليهالسلام بالصحف وبعزيمة ترك كتاب نوح لا كفراً به ، وكل نبي جاء بعد إبراهيم جاء بشريعة إبراهيم ومنهاجه بالصحف ، حتّىٰ جاء موسى عليهالسلام بالتوراة وشريعته ومنهاجه وبعزيمة ترك الصحف فكل نبي جاء بعد موسى أخذ بالتوراة وشريعته ومنهاجه ، حتىٰ جاء المسيح عليهالسلام بالإنجيل وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه ، حتّىٰ جاء محمد صلّى الله عليه وآله فجاء بالقرآن وشريعته ومنهاجه ، فحلاله حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، فهؤلاء أولو العزم من الرسل » (١).
وفي حديث ابن أبي يعفور ، عن الإمام الصادق عليهالسلام : « سادة النبيّين والمرسلين خمسة وهم أولو العزم من الرسل وعليهم دارت الرحا : نوح وإبراهيم وموسىٰ وعيسىٰ ومحمد صلىاللهعليهوآله وعلى جميع الأنبياء » (٢).
ويؤيّد ذلك بقوّة ويعاضده ان لكلّ من هؤلاء الخمسة عليهمالسلام خصوصية بين سائر الأنبياء عليهمالسلام من جميع وجوه التفاضل السابق ذكرها. فنوح عليهالسلام هو صاحب أوّل شريعة متكاملة على الأرض ، وإبراهيم هو أبو الأنبياء عليهمالسلام ، ومن شريعته ظهرت ملامح أصول الشرائع السماوية بعده ، وموسى وعيسىٰ
________________
(١) المحاسن / البرقي : ٢٦٩ ـ ٢٧٠ / ٣٥٩ ، وأصول الكافي ٢ : ١٧ / ٢ باب الشرائع من كتاب الإيمان والكفر.
(٢) أصول الكافي ١ : ١٧٥ / ٣ باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة عليهمالسلام من كتاب الحجّة.