من العشرة إلى الأربعين ، والجمع « عُصَبٌ » مثل غرفة وغرف ، وليس للعصبة واحد ـ نقلا عن الأخفش. وسميت بذلك أخذا من الشد ، كأنه يشد بعضهم بعضا شد الْأَعْصَابُ ، وهي أطناب المفاصل ، والتقدير في الآية « والحال نحن عُصْبَةٌ » أي جماعة أقوياء ، فنحن أحق بالمحبة من صغيرين لا كفاية فيهما. قوله : ( يَوْمٌ عَصِيبٌ ) [ ١١ / ٧٧ ] أي صعب شديد. قيل ومنه « الْعُصْبَةُ » لالتفات بعضها على بعض.
وَفِي الْحَدِيثِ : « سَأَلْتُهُ عَنْ ثِيَابٍ تُعْمَلُ بِالْبَصْرَةِ عَلَى عَمَلِ الْعَصْبِ الْيَمَانِيِّ ».
هو برد يمنية يُعْصَبُ غزلها ، أي يجمع ويشد ثم يصبغ وينسج فيؤتي موشيا لبقاء ما عُصِبَ منه أبيض. وفي المصباح الْعَصْبُ كفلس : برد يصبغ غزله ثم ينسج ، وحكى عن السهيلي أنه صبغ لا ينبت إلا باليمن. ومثله فِي الْحَدِيثِ : « الْمُعْتَدَّةُ لَا تَلْبَسُ الْمُصَبَّغَةَ إِلَّا ثَوْبَ عَصَبٍ ».
بالإضافة أو التنوين.
وَفِي الدُّعَاءِ « سَجَدَ لَكَ لَحْمِي وَعَصَبِي ».
الْعَصَبُ بفتحتين من أطناب المفاصل ، واحدته « عَصَبَةٌ » والجمع « أَعْصَابٌ » كأسباب. وعَصَّبَ رأسه بِالعِصَابَةِ تَعْصِيباً وتَعَصَّبَ أي شد الْعِصَابَةَ. و « التَّعَصُّبُ » من الْعَصَبِيَّةِ ، وهي المحاماة والمدافعة عمن يلزمك أمره أو تلزمه لغرض ، ومنه حَدِيثُ تَغْسِيلِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ : « إِنَّمَا يَمْنَعُهَا أَهْلَهَا تَعَصُّباً » (١).
وعَصَبَةُ الرجل بالتحريك جمع « عَاصِبٍ » ككفرة جمع كافر ، وهم بنوه وقرابته لأبيه ، والجمع « الْعُصَّابُ » قال الجوهري : وإنما سموا عَصَبَةً لأنهم عَصَبُوا به ، أي أحاطوا به ، فالأب طرف والابن طرف والأخ جانب والعم جانب. ومنه « التَّعْصِيبُ » وهو باطل عندنا على تقدير زيادة السهام ، لعموم آية أولي الأرحام وإجماع أهل البيت (ع) فيرد فاضل الضريبة على البنت والبنات
__________________
(١) الكافي ج٣ ص ١٥٩.