بَيْنَ لَحْيَيْهِ ثَمَانُونَ ذِرَاعاً ، وَضَعَ لِحْيَةَ الْأَسْفَلِ عَلَى الْأَرْضِ وَالْأَعْلَى عَلَى سُورِ الْقَصْرِ ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحْوَ فِرْعَوْنَ وَقَامَ عَلَى ذَنَبِهِ وَارْتَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ نَحْواً مِنَ الْمِيلِ فَهَرَبَ مِنْهُ ، وَأَحْدَثَتْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَرْبَعُمِائَةِ امْرَأَةٍ ، وَانْهَزَمَ النَّاسُ مُزْدَحِمِينَ فَمَاتَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً ، وَصَاحَ فِرْعَوْنُ : يَا مُوسَى أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ خُذْهُ وَأَنَا أُؤْمِنُ بِكَ وَأُرْسِلُ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَأَخَذَهُ فَعَادَ عَصًا.
والثُّعْبَانُ يقع على الذكر والأنثى والجمع « ثَعَابِينُ ».
وَفِي الْحَدِيثِ : « يَجِيءُ الشَّهِيدُ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَماً ».
أي يسيل ويجري ، من « الثَّعَبِ » بالتحريك وهو سيل الماء في الوادي. وأَثْعَبَ : جرى في المَثْعَبِ بفتح الميم ، أعني واحد مَثَاعِب الحياض ، ومنه حَدِيثُ الْمُسْتَحَاضَةِ : « وَإِنْ سَالَ مِثْلَ الْمَثْعَبِ ـ فَكَذَا ».
(ثعلب)
الثَّعْلَبُ حيوان معروف ، الأنثى منه ثَعْلَبَة ، والذكر ثُعْلُبَان بضم الثاء ، والجمع ثَعَالِبُ وثَعَالٍ أيضا. وداء الثَّعْلَب : علة معروفة يتناثر منها الشعر ـ قاله الجوهري. و « قرن الثَّعَالِبِ » قرن المنازل ميقات نجد ـ قاله في القاموس.
(ثقب)
قوله تعالى : ( شِهابٌ ثاقِبٌ ) [٣٧ / ١٠ ] الثَّاقِبُ : المضيء الذي يَثْقُبُ الظلام بضوئه فينفذ فيه ، وقيل هو النافذ من المشرق إلى المغرب. قوله تعالى : ( النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) [ ٨٦ /٣ ] قيل هو الثريا والعرب تسميه النجم ، وقيل القمر لأنه يطلع بالليل.
وَفِي حَدِيثِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ : « إِنَّ عَلَى كُلِ ثَقْبٍ مِنْ أَثْقَابِهِمَا مَلَكاً يَحْفَظُهُمَا مِنَ الطَّاعُونِ وَالدَّجَّالِ » (١).
الثَّقْبُ خرق لا عمق له ، ويقال : خرق نازل في الأرض ،
__________________
(١) في من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص٣٣٧ : فإن على كل نقب من أنقابهما ... وفي النهاية لابن الأثير : على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال.