الثَّوَابِ ».
إلخ ، الثَّوَابُ : الجزاء ويكون في الخير والشر ، والأول أكثر. وفي اصطلاح أهل الكلام هو نفع المستحق المقارن للتعظيم والإجلال ، وسماع الثواب قيل يحتمل أن يراد مطلق بلوغه إليه على سبيل الرواية أو الفتوى أو المذاكرة أو نحو ذلك ، كما لو رآه في كتب الفقه مثلا ، وليس ببعيد. وقد تكرر ذكر التَّثْوِيب في الحديث ، قيل هو من باب « ثَابَ » إذا رجع ، فهو رجوع إلى الأمر الأول بالمبادرة إلى الصلاة بقوله : « الصلاة خير من النوم » بعد قوله : « حي على الصلاة » ، وقيل هو من » ثَوَّب الداعي تَثْوِيباً « ردد صوته. وفي المغرب نقلا عنه : التثويب هو قول المؤذن في أذان الصبح : « الصلاة خير من النوم « والمحدث : « الصلاة الصلاة « أو « قامت قامت «
وَمَا رُوِيَ مِنْ أَنَّ النِّدَاءَ وَالتَّثْوِيبَ فِي الْإِقَامَةِ مِنَ السُّنَّةِ.
فقد قيل فيه : ينبغي أن يراد بالتَّثْوِيبِ هنا تكرار الشهادتين والتكبير ـ كما ذكر ابن إدريس ـ لا التثويب المشهور.
وَمَا رُوِيَ عَنْهُ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ التَّثْوِيبِ فَقَالَ : « مَا نَعْرِفُهُ » (١).
فمعناه إنكار مشروعيته لا عدم معرفته. و « الثِّيَاب » جمع ثَوْب ، وهو ما يلبسه الناس من القطن والكتان والصوف والخز والقز ، وأما الستور فليست من الثِّيَاب ـ كذا نقل عن بعض أهل اللغة. وجمع الثوب أَثْوُبٌ كأصوع وأَثْوَابٌ وثِيَابٌ بالكسر. والثَّوَّابُ بالتشديد : بائع الثِّيَاب. وثَاب الرجل يَثُوب ثَوْبا وثَوَبَاناً : إذا رجع بعد ذهابه ، ومنه « فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَى النَّبِيِّ (ص) ».
أي يرجعون إليه.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ : « إِنَّ عَمُودَ الدِّينِ إِذَا مَالَ لَا يُثَابُ بِالنِّسَاءِ ».
أي لا يعاد إلى استوائه. وثَابَ الماء : إذا اجتمع في الحوض ومَثَابٌ الحوض : وسطه الذي يَثُوب إليه الماء إذا استفرغ. ومَثَابُ البئر : مقام الساقي ووسطها ومن هذا حَدِيثُ مِنًى : « اتَّسِعِي فِي فِجَاجِكِ
__________________
(١) الكافي ج٣ ص٣٠٣.