يُحَدِّثُ أَمَانَةَ الْأَصْدِقَاءِ وَلَا يَكْتُمُ شَهَادَةَ الْأَعْدَاءِ ».
كأن المراد بِتَحْدِيثِ أمانتهم إفشاء سرهم الذي لا يحبون أن يظهر عليه عدو ولا مبغض ، والخبر يأتي على القليل والكثير. والْحَدِيثُ : ما يرادف الكلام ، وسمي به لتجدده وحُدُوثِهِ شيئا فشيئا. وحَدَثَ الشيء حُدُوثاً ـ من باب قعد ـ : تجدد حُدُوثُهُ. و « الْحَدَثُ » اسم لِلْحَادِثَةِ الناقضة للطهارة شرعا ، والجمع « أَحْدَاثٌ » مثل سبب وأسباب.
قَوْلُهُ : « لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ مَا لَمْ يُحْدِثْ ».
أي في ثواب صلاة ما لم يأت بِحَدَثٍ ، وهو يعم ما خرج من السبيلين وغيره. قال في المصباح : ويقال للفتى الشباب « حَدِيثُ السن » فإذا حذف السن قلت « حَدَثٌ » بفتحتين ، وجمعه « أَحْدَاثٌ » ومنه حَدِيثُ فاطمة عليها السلام مَعَ النَّبِيِّ (ص) « فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ أَحْدَاثاً ».
أي شبابا. وفِي بَعْضِ النُّسَخِ « حُدَّاثاً ».
أي جماعة يَتَحَدَّثُونَ. قيل وهو جمع شاذ حمل على نظيره كسامر وسمار ، فإن السُّمَّارَ الْمُحَدَّثُونَ.
وَفِي حَدِيثِ الْمَدِينَةِ : « أَنَّهُ (ص) لَعَنَ مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً أَوْ آوَى مُحْدِثاً » (١).
قيل فيه الْحَدَثُ : الأمر الْحَادِثُ المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف من السنة.
وَفِي الْخَبَرِ : « قُلْتُ : وَمَا ذَلِكَ الْحَدَثُ؟ قَالَ : الْقَتْلُ ».
و « الْمُحْدِثُ » يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول ، فمعنى الكسر من نصر جانيا وآواه وأجاره من خصمه وحال بينه وبين أن يقتص منه ، والفتح هو الأمر المبتدع نفسه ، ويكون الإيواء فيه الرضا عليه ، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكر فقد آواه. وتَحَادَثُوا : حَدَّثَ بعضهم بعضا. وقولهم « لا أُحَدِّثُ بلسانه » أي لا أتكلم به. والْأُحْدُوثَةُ : ما يَتَحَدَّثُ به الناس
__________________
(١) الكافي ج ٤ ص ٥٦٥.