(فرج)
قوله تعالى : ( وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ ) [ ٧٧ / ٩ ] أي انشقت. قوله : ( ما لَها مِنْ فُرُوجٍ ) [ ٥٠ / ٦ ] أي فتوق وشقوق ، جمع فَرْجٍ ، وهو الفتق والشق ، أي هي مدمجة الخلق.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ « اللهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرَّوْحُ وَالْفَرَجُ ».
هو بفتحتين : انكشاف الغم ، يقال فَرَّجَ الله عنك الغم بالتشديد تَفْرِيجاً كشفه ، وكذلك فَرَّجَ اللهُ عَنْكَ غَمَّكَ يُفَرِّجُهُ بالكسر من باب ضرب ، والاسم الْفَرَجُ. قال الشيخ المفيد : إن من علامات الْفَرَجُ حَدَثاً يَكُونُ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ وَيَقْتُلُ فُلَانٌ مِنْ وُلْدِ فُلَانٍ خَمْسَةَ عَشَرَ كَبْشاً مِنَ الْعَرَبِ ـ انتهى (١). وكلمات الْفَرَجِ مشهورة أولها « لا إله إلا الله الحليم الكريم » وآخرها ( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ، وفي أكثر النسخ وأصحها فيها » وما فيهن وما بينهن » بدون وما تحتهن ، ووجه التسمية ظاهر ، ولذا يقال عند الاحتضار للميت. وفَرَجْتُ بين الشيئين فَرْجاً من باب ضرب : فتحت. وفَرَجَ القوم للرجل فَرَجاً أيضا : أوسعوا له في الموقف والمجلس ، وذلك الموضع فُرْجَةٌ والجمع فُرَجٌ مثل غرفة وغرف
وَفِي الْحَدِيثِ « كَانَ النَّاسِ يُفْرِجُونَ لِرَسُولِ اللهِ (ص) إِذَا انْتَهَى إِلَى الْحَجَرِ ».
أي يوسعون له ذلك المحل ليقضي منه ما يريد. ومنه « اسْتَفْرَجْتُ الناس فَأَفْرَجُوا لي » وكل مفتوح بين شيئين فهو فُرْجَةٌ ، ومنه الْفُرْجَةُ في الحائط. والْفُرْجَةُ بالفتح مصدر يكون في المعاني وهي الخلوص من شدة ، ومنه قول بعضهم.
ربما تكره النفوس من الأمر |
|
له فُرْجَةٌ كحل العقال |
والضم فيها لغة ـ قاله في المصباح. والْفَرْجُ من الإنسان كفلس : قبله ودبره ، لأن كل واحد منهما مُنْفَرِجٌ ،
__________________
(١) إرشاد المفيد ص٣٣٩.