« حُبُ عَلِيٍّ حَسَنَةٌ لَا تَضُرُّ مَعَهَا سَيِّئَةٌ وَبُغْضُهُ سَيِّئَةٌ لَا تَنْفَعُ مَعَهَا حَسَنَةٌ » (١).
الظاهر أن المراد بالحُبِ الحُبُ الكامل المضاف إليه سائر الأعمال لأنه هو الإيمان الكامل حقيقة وأما ما عداه فمجاز ، وإذا كان حُبُّهُ إيمانا وبغضه كفرا فلا يضر مع الإيمان الكامل سيئة بل تغفر إكراما لعلي (ع) ولا تنفع مع عدمه حسنة إذ لا حسنة مع عدم الإيمان. وقد سبق في « عصى « كلام للزمخشري في توجيه « لَأُدْخِلُ الْجَنَّةَ مَنْ أَطَاعَ عَلِيّاً وَإِنْ عَصَانِي ».
نافع في هذا المقام. و « الحُبُ » بالضم : الجرة الضخمة ، والجمع حِبَبَة وحِبَابٌ كعنبة وكتاب. والحَبَّةُ من الشيء : القطعة منه. والحَبَّاتُ جمع حَبَّة.
وَفِي حَدِيثِ مَاءِ التَّغْسِيلِ « وَأَلْقِ فِيهِ حَبَّاتِ كَافُورٍ » (٢).
والحَبَّةُ واحدة حَبِ الحنطة ونحوها من الحُبُوبِ التي تكون في السنبل والأكمام ، والجمع حُبُوبٌ كفلس وفلوس.
وَمِنْ صِفَاتِهِ (ص) « يَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِ الْغَمَامِ » (٣).
شبه به ثغره (ص) يريد به البرد. » وحَبُ القرع « قيل هو دود عريض يشبه حَبَ القرع ، والأشبه أنه ليس بدود بل هو الحَبَّة السوداء الشونيز في المشهور وهو حَبٌ معروف. وقيل : الخردل. وقيل الحَبَّةُ الخضراء وهو البطم. و « حَبَابُ الماء » بالفتح : معظمه. وحَبَاب نفحاته التي تعلوه. و « حَبَابُك أن تفعل كذا « أي غايتك.
وَفِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ « يَصِيرُ طَعَامُهُمْ إِلَى رَشْحٍ مِثْلِ حَبَابِ الْمِسْكِ ».
هو الطل الذي يصير على النبات ، شبه رشحهم به مجازا ، وأضيف إلى المسك ليثبت له طيب الرائحة. والاسْتِحْبَابُ كالاستحسان.
(حجب)
قوله تعالى : ( حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ ) [٣٨ /٣٢ ] هو هاهنا الأفق ،
__________________
(١) البحار ج ٩ ص ٤٠١.
(٢) الكافي ج٣ ص ١٤٢.
(٣) مكارم الأخلاق ص ١١.