والمعوض إذا كانا عينين أو عينا عما في الذمة مع إمكان العلم بهما ، ولو كانا جاهلين صح ، ولو كان أحدهما عالما والآخر جاهلا اشترط إعلام الجاهل بقدر ما يُصَالَحُ عليه ، فلو صَالَحَهُ بغير إعلامه لم يصح لما فيه من الغرر ، ولأنه ربما إذا علم بقدره لم يرض بالعوض.
وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام رَجُلٌ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ كَانَ لَهُ عِنْدِي أَرْبَعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ فَهَلَكَ أَيَجُوزُ لِي أَنْ أُصَالِحَ وَرَثَتَهُ وَلَا أُعْلِمَهُمْ كَمْ كَانَ؟ قَالَ : لَا يَجُوزُ حَتَّى تُخْبِرَهُمْ » (١).
دلالة على هذا الاشتراط وأَصْلَحْتُ بين القوم : وفقت. وتَصَالَحَ القوم واصْطَلَحُوا بمعنى. وهو صَالِحٌ للولاية : أي إن له أهلية للقيام بها. و « الصُّلْحِيَّةُ » قوم يدركون العقول والنفوس ويجهلون ما بعدهما. وفي الأمر مَصْلَحَةٌ : أي خير ، والجمع الْمَصَالِحُ.
(صوح)
فِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ « اللهُمَّ قَدِ انْصَاحَتْ جِبَالُنَا ».
قال الشارح : أي تشققت من المحول ، يقال انْصَاحَ النبت وصَاحَ وصَوَّحَ : إذا جف ويبس. و « زيد بن صُوحَانَ » بضم الصاد وإسكان الواو من الأبدال من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قتل يوم الجمل
قَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عِنْدَ مَا صُرِعَ : « رَحِمَكَ اللهُ يَا زَيْدُ كُنْتَ خَفِيفَ الْمَئُونَةِ عَظِيمَ الْمَعُونَةِ » (٢).
وألقوه بين الصَّوْحَيْنِ حتى أكلته السباع : أي بين الجبلين. وبنو صَوْحَانَ من عبد قيس ـ قاله الجوهري.
(صيح)
قوله تعالى : ( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ ) [ ١١ / ٦٧ ] أي العذاب ، يقال إن جبرئيل صَاحَ بهم صَيْحَةً أهلكتهم. قوله : ( وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ )
__________________
(١) الكافي ج ٥ ص ٢٥٩.
(٢) رجال الكشي ص ٦٣.