في حفظ البيت أو البستان يجوز له أن يأكل منه لأنه كالأجير الخاص الذي نقصه على مستأجره. والْمَفَاتِحُ قيل هي الخزائن كقوله تعالى ( وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ ) [ ٦ / ٥٩ ] وقيل جمع مِفْتَاحٍ. قوله : ( يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ) [ ٢ / ٨٩ ] أي يستنصرون على المشركين ويقولون » اللهم انصرنا بنبي آخر الزمان ». والْفَتْحُ : النصر ، ومنه قوله تعالى ( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ) [ ٨ / ١٩ ] وقيل هو خطاب لأهل مكة على طريق التهكم ، وقيل ( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) خطاب للمؤمنين ( وَإِنْ تَنْتَهُوا ) للكافرين.
وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ ».
ـ الحديث (١). قيل فَتْحُ أبواب السماء كناية عن نزول الرحمة وإزالة الغلق عن مصاعد أعمال العباد تارة ببذل التوفيق وأخرى بحسن القبول والمن عليهم بتضعيف الثواب ، وتغليق أبواب جهنم كناية عن تنزه أنفس الصوام عن رجس الفواحش والتخلص من البواعث على المعاصي بقمع الشهوات ، وكذا فَتْحُ أبواب الجنان هو كناية من استحقاق الدخول فيها ، ورتب فَتْحُ أبواب الجنان على فَتْحِ أبواب السماء لأن الجنة في السماء ، ومثله في حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ ص « إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأَبْوَابُ الْجِنَانِ وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ ».
وفِيهِ « لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللهِ ص فُتِحَ لِآمِنَةَ بَيَاضُ فَارِسَ وَقُصُورُ الشَّامِ ».
كأن المعنى أريت ذلك وكشف لديها. وفِيهِ « مَنْ سَبَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ فَلَا تُفَاتِحُوهُ ».
أي لا تحاكموه ، ومِثْلُهُ « لَا تُفَاتِحُوا أَهْلَ الْقَدَرِ ».
أي لا تحاكموهم ، من الْمُفَاتَحَةِ وهي المحاكمة ، وكأن المراد اسكتوا عنهم معرضين ولا تبدوهم بالمجادلة والمناظرة. ومثله فِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أُمِّ الطَّوِيلِ
__________________
(١) الكافي ج ٤ ص ٦٧.