اللَّوْحِ والقلم أنهما ملكان. قوله : ( وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ ) [ ٧ / ١٤٥ ] قيل هي جمع « لَوْحٍ » بالفتح ، وهو ما يكتب فيه من صحيفة عريضة خشبا أو عظما ، قيل كانت طولها عشرة ، وقيل سبعة ، وقيل لَوْحَيْنِ ، ويجوز في اللغة أن يقال لِلَوْحَيْنِ أَلْوَاحٌ ، وكانت من زمرد أو زبرجد أو ياقوت أحمر ، وقيل كانت من خشب نزل من السماء وكان فيها التوراة أو غيرها.
وَفِي الْحَدِيثِ « كَانَتْ أَلْوَاحُ مُوسَى عليه السلام مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ ، فَلَمَّا غَضِبَ مُوسَى أَلْقَى الْأَلْوَاحَ مِنْ يَدِهِ فَمِنْهَا مَا تَكَسَّرَ وَمِنْهَا مَا بَقِيَ وَمِنْهَا مَا ارْتَفَعَ ، فَلَمَّا ذَهَبَ ( عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ ) قَالَ لَهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ : عِنْدَكَ تِبْيَانُ مَا فِي الْأَلْوَاحِ؟ قَالَ : نَعَمْ » ـ الحديث (١).
وَفِي حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام مَعَ الْيَمَانِيِ وَقَدْ سَأَلَهُ عَنْ صَخْرَةٍ بِالْيَمَنِ فَقَالَ لَهُ : عَرِّفْهَا؟ فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا الْفَضْلِ تِلْكَ الصَّخْرَةُ الَّتِي حَيْثُ غَضِبَ مُوسَى فَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ فَمَا ذَهَبَ مِنَ التَّوْرَاةِ الْتَقَمَتْهُ الصَّخْرَةُ ، فَلَمَّا بَعَثَ اللهُ رَسُولَهُ أَدَّتْهُ إِلَيْهِ وَهِيَ عِنْدَنَا ».
قوله : ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) [ ٧٤ / ٢٩ ] بِالتشديد : أي مغيرة لهم ، من قولهم » لَاحَتْهُ الشمس ولَوَّحَتْهُ » أي غيرته ، ويقال ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) تحرق الجلد فتسوده. ولَوَّحْتُ الشيء بالنار : أحميته. واللَّوْحُ : الكتف وكل عظم عريض. ولَوْحُ الجسد : عظمه ما خلا قصب اليدين والرجلين. وقيل أَلْوَاحُ الجسد : كل عظم فيه عرض. ولَاحَ النجم وأَلَاحَ : إذا بدا وظهر وتلألأ. و « مُلَاوِحٌ » اسم فرس له ص ، وهو الضامر الذي لا يسمن.
__________________
(١) البرهان ج ٢ ص٣٧.