وَفِي الْحَدِيثِ « لَا يُجَاوِزُنِي ظُلْمُ ظَالِمٍ وَلَوْ كَفٌّ بِكَفٍّ وَلَوْ مَسْحَةٌ بِكَفٍّ » ومَسْحَةُ الكف دون الكف المملوءة ، والمعنى واضح.
والنعل الْمَمْسُوحَةُ : التي ليست مخصرة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمِنْهَالِ » كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام وَعَلَيَّ نَعْلٌ مَمْسُوحَةٌ ، فَقَالَ : هَذَا حِذَاءُ الْيَهُودِ ، قَالَ : فَانْصَرَفَ ، فَأَخَذَ سِكِّيناً فَخَصَّرَهَا بِهِ » (١).
وقمت أَتَمَسَّحُ : أي أتوضأ. ومِنْهُ » تَمَسَّحَ وَصَلَّى ».
وتَمَسَّحْتُ بالأرض : كأنه يريد التميم ، وقيل أراد مباشرة ترابها بالجباه في السجود من غير حائل.
وَ « لَا يَتَمَسَّحُ بِيَمِينِهِ » أي لا يستنجي بها. والْمِسْحُ بالكسر فالسكون واحد الْمُسُوحِ ، ويعبر عنه بالبلاس ، وهو كساء معروف ، ومنه حَدِيثُ فَاطِمَةَ عليها السلام « وَقَدْ عَلِقَتْ مِسْحاً عَلَى بَابِهَا ».
ومنه قَدْ سُئِلَ عليه السلام أَيُسْجَدُ عَلَى الْمِسْحِ وَالْبِسَاطِ؟ قَالَ : « لَا بَأْسَ ».
وفي الحديث ذكر التِّمْسَاحَ ، وهو على ما نقل حيوان على صورة الضب ، وهو من أعجب حيوان الماء ، له فم واسع وستون نابا في فكه الأعلى وأربعون في فكه الأسفل ، وبين كل نابين سن صغير مربع يدخل بعضها في بعض عند الإطباق ولسان طويل وظهر كظهر السلحفاة لا يعمل الحديد فيه ، وله أربعة أرجل وذنب طويل ، وهذا الحيوان لا يكون إلا في مصر خاصة ـ قاله في حياة الحيوان (٢).
وفي المصباح التِّمْسَاحُ من دواب البحر يشبه الورل في الخلق وطوله نحوا من خمسة أذرع وأقل من ذلك ، يخطف الإنسان والبقرة ويغوص في البحر فيأكله.
(ملح)
قوله تعالى : ( وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ ) [ ٢٥ / ٥٣ ] هو بالكسر فالسكون ، وقرئ بفتح الميم وكسر اللام على فعل ، لكن لما كثر استعماله خفف وقصر استعماله عليه ، يقال مَلَحَ الماء مُلُوحاً كما هو لغة أهل العالية من باب قعد. ومَلُحَ بالضم
__________________
(١) مكارم الأخلاق ص ١٤٠.
(٢) حياة الحيوان ج ٢ ص ١٦٣.