ولسان ذَرِبٌ : أي فصيح ، ولسان ذَرِبٌ أيضا : فاحش ، وامرأة ذَرِبَةٌ ، أي بذية.
(ذعلب)
« ذِعْلَبٌ » بكسر الذال وفتح اللام : اسم رجل من أصحاب أمير المؤمنين (ع) : ذو لسان فصيح بليغ في الخطب شجاع القلب ، وهو الذي
قَالَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ : رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ : وَيْلَكَ يَا ذِعْلَبُ مَا كُنْتُ أَعْبُدُ رَبّاً لَمْ أَرَهُ (١).
(ذنب)
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ ) [ ٥٥ /٣٩ ] قَالَ : مِنْكُمْ ، يَعْنِي مِنَ الشِّيعَةِ ( إِنْسٌ وَلا جَانٌ ) قَالَ : مَعْنَاهُ أَنَّ مَنْ تَوَلَّى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (ع) وَتَبَرَّأَ مِنْ أَعْدَائِهِ وَأَحَلَّ حَلَالَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ ثُمَّ دَخَلَ فِي الذُّنُوبِ وَلَمْ يَتُبْ مِنْهَا فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ عَلَيْهَا فِي الْبَرْزَخِ ، وَيَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ لَهُ ذَنْبٌ يُسْأَلُ عَنْهُ (٢).
قوله : ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) [ ٤٨ / ٢ ] قيل معناه يغفر الله لك ما تقدم من ذَنْبِ أمتك وما تأخر بشفاعتك ، وحسنت الإضافة إليه للاتصال بينه وبينهم ، يؤيده ما رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ (ع) » وَاللهِ مَا كَانَ لَهُ ذَنْبٌ وَلَكِنَّ اللهِ ضَمِنَ لَهُ أَنْ يَغْفِرَ ذُنُوبَ شِيعَتِهِ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ ».
وقيل إن الذَّنْبَ مصدر ، والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول والمراد ما تقدم من ذَنْبِهِمْ إليك وإخراجك من مكة وما تأخر من صدك عن المسجد الحرام ، والمراد بالمغفرة على هذا إزالة أحكام المشركين ونسخها عنه ، وهذا وجه نقل عن السيد المرتضى. وفِي حَدِيثِ الرِّضَا (ع) وَقَدْ سَأَلَهُ الْمَأْمُونُ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ )؟ فَقَالَ الرِّضَا (ع) : لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ عِنْدَ مُشْرِكِي مَكَّةَ أَعْظَمَ ذَنْباً مِنْ رَسُولِ اللهِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ صَنَماً ، فَلَمَّا جَاءَهُمْ (ص) بِالدَّعْوَةِ إِلَى كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَعَظُمَ قَالُوا ( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً
__________________
(١) سفينة البحار ج ١ ص ٤٧٤.
(٢) تفسير عليّ بن إبراهيم ص ٦٦٠.