الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِالْأَسْبَابِ ، فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَباً وَجَعَلَ لِكُلِ سَبَبٍ شَرْحاً وَجَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ عِلْماً وَجَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ بَاباً نَاطِقاً » (١).
قيل في تفسيره : الشيء دخول الجنة ، والسَّبَبُ الطاعة ، والشرح الشريعة ، والعلم رسول الله (ص) ، والباب أئمة الهدى (ع).
وَفِي حَدِيثِ الْوَلَدِ مَعَ وَالِدِهِ « وَلَا تَسْتَسِبَ لَهُ ».
أي لا تعرضه لِلسَّبِ وتجبره إليه ، بأن تَسُبَ أبا غيرك فَيَسُبَ أباك مجازاة لك. والسَّبُ الشتم ، ومثله « السِّبَابُ » بالكسر وخفة الموحدة. ومِنْهُ « سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ».
أي شتمه وقطيعته فسوق واستحلال مقاتلته وحربه كفر ، أو محمول على التغليظ لا الحقيقة. ومنه حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ لِرَجُلٍ : « مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَ أَبَا تُرَابٍ؟ » يَعْنِي عَلِيّاً عليه السلام
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ (ع) فِي مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ : « لَوْ بَايَعَنِي بِيَدِهِ لَغَدَرَ بِسَبَّتِهِ ».
السَّبَّةُ : الإست ، وذكرها تفظيعا له وطعنا عليه ، والمعنى أنه منافق. وامرأة سَبَّتْ جاريتها : شتمتها. والتَّسَابُ : التشاتم. وسَبَّهُ يَسُبُّهُ : قطعه والتَّسَابَ : التقاطع. و « رجل مِسَبٌ » بكسر الميم : كثير السِّبَابُ.
وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ (ص) : « كُلُ سَبَبٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلَّا سَبَبِي وَنَسَبِي ».
فسر النسب بالولادة والسَّبَبُ بالزوج ، وأصله من السَّبَبُ الحبل الذي يتوصل به إلى الماء.
وَفِي الْحَدِيثِ : « الْمِيرَاثُ مِنْ جِهَةِ السَّبَبِ ».
كالزوجية مثلا يعني « لا من جهة الولاء ». والسَّبَّابَةُ : الإصبع التي تلي الإبهام ، مأخوذة من السَّبِ لأنها يشار بها عند السَّبِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْجَمْرَةِ : « ادْفَعْهَا بِسَبَّابَتِكَ ».
والسَّبَبُ : المفازة.
وَالسَّبِيبَةُ : اسْمُ الدِّرَّةِ الَّتِي كَانَتْ مَعَ عَلِيٍّ (ع).
__________________
(١) الكافي ج ١ ص ١٨٣.