عملا يرجع إليه.
قوله تعالى : ( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ) [ ٨٨ / ٢٥ ] قال الشيخُ أَبُو عليٍّ : قرأ أبو جعفر إِيَّابَهُمْ بالتشديد والباقون بالتخفيف ، والمعنى : إلينا مرجعهم ومصيرهم بعد الموت ، ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ. )
وَفِي الْحَدِيثِ : « ثَمَانُ رَكَعَاتِ الزَّوَالِ تُسَمَّى صَلَاةَ الْأَوَّابِينَ » (١).
يعني : الكثيرين الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة. و « الأَوَّابُ » بالتشديد : التائب. وقَوْلُهُ : « آئِبُونَ تَائِبُونَ ».
هو جمع « آئِبٍ ». و « أَيُّوبُ » من آبَ يَئُوبُ ، وهو أنه يرجع إلى العافية والنعمة والأهل والمال والولد بعد البلاء كذا في معاني الأخبار (٢).
قَوْلُهُ : « إِنِّي بِإِيَابِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ » (٣).
يريد بذلك الإقرار بالرجعة في دولة القائم و « آبَتِ الشمسُ » ـ بالمد ـ لغة في غابت ، ومنه الْحَدِيثُ : « لَا يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ شَيْئاً حَتَّى تَئُوبَ الشَّمْسُ » (٤).
أي تَغِيب وَفِي الْحَدِيثِ : « طُوبَى لِعَبْدٍ نُؤَمَةٍ لَا يُؤْبَهُ لَهُ ».
أي لا يُبَالَى به ، ولا يُحْتَفَلُ لِحَقَارَتِهِ. و « آبُ » فصل من فصول السَّنَةِ بعد تَمُّوز.
(أهب)
فِي حَدِيثِ الْمَيِّتِ : لَا يُفْدَحُ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يَأْخُذَ أُهْبَتَهُ (٥).
أي عُدَّتَه ، يقال : تَأَهَّبَ للشيء : استعد له ، وجمع الأُهْبَة « أُهَبٌ » كغرفة وغُرَف. و « الْمُتَأَهِّبُ للشيء » المستعد له. و « أُهْبَةُ الحرب » الْتِهَابُهُ.
وَفِي الْخَبَرِ : « أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ
__________________
(١) من لا يحضر ج ١ ص ١٤٦.
(٢) انظر ص ٥٠.
(٣) من زيارة الجامعة الكبيرة.
(٤) من لا يحضر ج ١ ص ١٤٦.
(٥) في الكافي ج٣ ص ١٩١ عن أبي عبد الله (ع) : « لا تفدح ميّتك بالقبر ولكن ضعه أسفل منه بذراعين أو ثلاثة ودعه يأخذ أهبته ». وتفدح بمعنى تثقل.