فما تقول في؟ قال [ له ] أنت أيضا فخلّاه وقال للآخر : ما تقول في محمّد؟ قال :
__________________
ففي الوسائل باب كراهة التعرض للذل روايات في ذلك منها ما رواه عن محمد بن يعقوب الكليني بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ان الله فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوض اليه أن يكون ذليلا ، أما تسمع الله عزوجل يقول ( وَلِلّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا ، يعزه الله بالايمان والإسلام.
فهذا أبو عبد الله الحسين بن على بن ابى طالب صلوات الله عليه صدر الاعزة ورأس أباه الضيم يقول في خطبته : « ألا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ، ونفوس أبيه ، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ، الأواني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر ».
وهو الذي يقول : « اما بعد فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الإماء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله فانى لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما ».
وهو الذي يقول : « لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد ، عباد الله انى عذت بربي وربكم أن ترجمون أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ». ( راجع مقتل الحسين للسيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ص ٢٦٣ و ٢١٠ و ٢٥٧ ).
هذا تمام البحث في مفاد الآيتين وأما الروايات الواردة في الباب فعلى أنواع تذكر من كل نوع واحدة ونذيلها بكلمة موجزة توضيحا للمرام.
فمنها ما عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : ان مثل ابى طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين.
أقول : هذه الرواية وما شابهها واردة في ظرف لم يأخذ الحق نصابه ولو كان أبو طالب أظهر الإيمان لما اتيح له الذب عنه صلىاللهعليهوآله.
ومنها ما عن عبد الله بن عجلان عنه عليهالسلام قال : سألته فقلت له ان الضحاك قد ظهر بالكوفة ويوشك أن ندعى إلى البراءة من على عليهالسلام فكيف نصنع؟. قال : فابرء منه قلت :
أى شيء أحب إليك؟. قال : أن تمضوا علي ما مضى عليه عمار بن ياسر ، أخذ بمكة