يكون أهل العالم في صلواتهم على دوائر حول المسجد بعضها صغيرة قريبة وبعضها كبيرة بعيدة.
٦ ـ ( وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ) الضمير عائد إلى التّحويل أو التوجّه لأنّهم يعلمون جملة أنّ كلّ شريعة لا بدّ لها من قبلة وتفصيلا لتضمّن كتبهم أنّه صلىاللهعليهوآله يصلّي إلى القبلتين لكنّهم لا يعترفون بذلك لشدّة عنادهم « وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ » بالياء ـ وعيد لأهل الكتاب وبالتّاء وعد لهذه الأمّة.
الرّابعة ( وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ ) (١).
في هذه الآية إخبارات يلزمها أحكام :
__________________
اليمين خرج عن حدّ القبلة لقلّة أنصاب الحرم وإذا انحرف ذات اليسار لم يكن خارجا عن حدّ القبلة » ، ورواها الصّدوق في العلل ص ١١٤ والفقيه ج ١ ص ٨٨. ومفضّل بن عمر هو الّذي ضعّفه جمهور الأصحاب.
د ـ وروى الصّدوق ره في العلل ص ١١٤ عن محمد بن الحسن الصّفار عن العبّاس بن معروف عن علىّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن ابى البلاد عن ابى غرة قال « قال أبو عبد الله عليهالسلام البيت قبلة المسجد والمسجد قبلة مكة ومكة قبلة الحرم والحرم قبلة الدّنيا » ونقلها في الحدائق ج ٧ ص ٤٧٤ ، ورواتها كلّها ثقات إلّا أبي غرة فإنّه مجهول : لم يذكر له مدح ولا ذمّ. والرّجل إبراهيم بن عبيد الأنصاري عدّه الشّيخ من أصحاب الصّادق عليهالسلام وفي الرّواية عدّ مكة قبلة الحرم وليس في غيرها ولم يقل به احد.
ه ـ وروى عن مكحول عن عبد الله بن عبد الرّحمن قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « الكعبة قبلة لأهل المسجد والمسجد قبلة لأهل الدّنيا » ذكره في المعتبر ص ١٤٤ والرّواية نبويّ.
(١) البقرة : ١٤٥.