(باب)
(ما يحل أو يكره لحمه)
قال الله تعالى « أحلت لكم بهيمة الأنعام » (١) قال قوم : أحلت لكم بهيمة الأنعام الوحشية من الضباء والبقر والحمر غير المستحلين اصطيادها « وأنتم حرم الا ما يتلى عليكم » (٢) من قوله « حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير » (٣).
والأقوى أن يحمل على عمومه في جميع ما حرمه الله في كتابه.
وقال قوم : أراد ببهيمة الانعام أجنة الانعام التي توجد في بطون أمهاتها إذا ذكيت الأمهات وهي ميتة. وعندنا أنه إذا ذبح شاة أو غيرها ووجد في بطنها جنين فإن كان قد أشعر أو أوبر ولم يلجه الروح فذكاته ذكاة أمه وان لم يكن تاما لم يجز اكله على حال ، وإن كان فيه روح وجبت تذكيته ليحل اكله ، يدل عليه الخبر إذا روي بالنصب « ذكاة أمه » (٤).
والانعام على الاطلاق مقصورة على الإبل والبقر والغنم ، لان الله فصل في سورة الأنعام ثمانية أزواج ولم يذكر الا هذه الثلاثة.
وقال عبد الجبار : ما يصاد ليس من الانعام ، لأنه تعالى قال « فجزاء مثل ما قتل من النعم » (٥) فدل هذا على أن المقتول الذي جعل جزاؤه مثله من النعم ليس
__________________
١) سورة الأنعام : ١.
٢) نص الآية « الا ما يتلى عليكم غير محلى الصيد وأنتم حرم ».
٣) سورة المائدة : ٣.
٤) يريد الجملة المروية « فذكاته ـ أي الجنين في البطن ـ ذكاة أمه » راجع وسائل الشيعة ١٦ / ٢٧٠.
٥) سورة المائدة : ٩٥.