كتاب القضايا
قال الله تعالى « يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق » (١).
أخبر الله بأنه نادى داود أن افصل بين المختلفين من الناس والمتنازعين بالحق بوضع الأشياء مواضعها على ما أمرك الله به.
والخليفة هو المدبر للأمور من قبل غيره بدلا من تدبيره.
وقيل : معناه جعلناك خليفة لمن كان قبلك من رسلنا ، ثم أمره (٢). فالآية تدل على أن القضاء جائز بين المسلمين وربما كان واجبا ، فإن لم يكن واجبا فربما كان مستحبا ، وتدل عليه آيات كثيرة.
(باب)
(الحث على الحكم بالعدل والمدح عليه)
(وذكر عقوبة من يكون بخلافه)
قال الله سبحانه « وأن احكم بينهم بما أنزل الله » (٣) وقال تعالى « فان جاؤوك
__________________
١) سورة ص : ٢٦.
٢) أي بعد أن أثبت له مقام الخلافة للأنبياء عليهمالسلام ، أمره بالحكم بين الناس.
٣) سورة المائدة : ٤٩.