ولا يجوز للرجل أن يدخل في سوم أخيه ، فقد عاتب الله نبيه داود فقال « ان هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها » (١) الآية وإذا تعسر عليه نوع من التجارة فليتحول منه إلى غيره.
(باب أحكام الربا)
قال الله تعالى « الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس » (٢).
أصل الربا الزيادة ، من قولهم ربا الشئ يربو : إذا زاد ، والربا هو الزيادة على رأس المال في جنسه أو مماثله ، وذلك كالزيادة على مقدار الدين للزيادة في الاجل ، أو كاعطاء درهم بدرهمين أو دينار بدينارين.
والمنصوص عليه تحريم التفاضل في ستة أشياء : الذهب ، والفضة ، والحنطة ، والشعير ، والتمر ، والملح. وقيل الزبيب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله فيها : مثلا بمثل يدا بيد ، من زاد واستزاد فقد أربى.
فهذه الستة أشياء لا خلاف بينهم في حصول الربا فيها ، وباقي الأشياء عند الفقهاء مقيس عليها ، وفيها خلاف بينهم.
وعندنا ان الربا في كل ما يؤكل ويوزن إذا كان الجنس واحدا منصوصا عليه ، والعموم يتناول كل ذلك ولا يحتاج إلى قياس.
والربا محرم متوعد عليه كبيرة موبقة بلا خلاف بهذه الآية وبقوله « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا » (٣) وبقوله : « فإن لم تفعلوا فأذنوا
__________________
١) سورة ص : ٢٣.
٢) سورة البقرة : ٢٧٥.
٣) سورة البقرة : ٢٧٨.