بحرب من الله ورسوله » (١).
أما قوله « لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس » قال ابن عباس : ان قيامهم على هذه الصفة يكون يوم القيامة إذا قاموا من قبورهم ، ويكون ذلك أمارة على أنهم آكلة الربا.
وقوله « يتخبطه الشيطان من المس » مثل لا حقيقة عند الجبائي على وجه النسبة بحال من تغلب عليه المرة السوداء ، فتضعف نفسه ، ونسب إلى الشيطان مجازا لما كان عند وسوسته.
ثم قال « ذلك بأنهم قالوا انما البيع مثل الربا » معناه ذلك العقاب لهم بسبب قولهم انما البيع الذي لا ربا فيه مثل البيع الذي فيه الربا.
قال ابن عباس : كان الرجل منهم إذا حل دينه على غريمه يطالبه به ، قال المطلوب منه له زدني في الاجل وأزيدك في المال ، فيتراضيان عليه ويعملان به ، فإذا قيل لهم هذا ربا قالوا هما سواء ، يعنون به أن الزيادة في الثمن حال البيع والزيادة فيه بسبب الاجل عند محل الدين سواء ، فذمهم الله وأوعدهم وخطأهم.
وقال بعضهم : انهم قالوا الزيادة على رأس المال بعد تصييره على جهة الدين كالزيادة عليه في ابتداء البيع ، وذلك خطأ لان أحدهما محرم والاخر مباح ، وهو أيضا منفصل منه في العقد ، لان الزيادة في أحدهما لتأخير الدين وفي الاخر لأجل البيع.
والفرق بين البيع والربا أن البيع ببدل ، لان الثمن فيه بدل المثمن ، والربا ليس كذلك ، وانما هو زيادة من غير بدل للتأخير في الاجل أو زيادة في الجنس.
« وقد أحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف »
__________________
١) سورة البقرة : ٢٧٩.