وقد كانت مركزا فكريا وثقافيا في أكثر القرون ، لا سيّما القرنين السابع والثامن ، فقد كانت البلدة في أوائل القرن الثامن وأواخر السابع تحتضن أكثر من ٤٤٠ مجتهدا. (١)
يقول الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في مقدّمته على كتاب « البابليات » تأليف الشيخ محمد علي اليعقوبي :
وقد ساعد الحلّيّين على هذه العبقرية ولطف القريحة والأريحيّة ، طيب التربة ولطافة الهواء وعذوبة الماء ، ومن هنا شاع نعتها بالحلّة الفيحاء ، ونبغ منها العشرات بل المئات من أساطين علماء الإمامية ودعائم هذا المذهب الحق ، ناهيك بابن إدريس والمحقّق وأسرته الكرام بني سعيد ، وابن عمه يحيى بن سعيد صاحب الأشباه والنظائر ، وآل طاوس ، وآل المطهر كالعلّامة وأبيه سديد الدين وولده فخر المحقّقين ، انّ كثيرا من أمثال هؤلاء الأماثل من مشايخ الإجازة. (٢)
ففي هذه التربة المباركة نبغ الفقيه البارع محمد بن شجاع الأنصاري المعروف بشمس الدين بن القطّان الحلّيّ ( الّذي كان حيا عام ٨٣٢ ه ) واشتغل بالفقه والحديث ، وروى عن الفقيهين :
١ ـ المقداد عبد الله الأسدي السيوري الحلي ( المتوفّى ٨٢٦ ه ).
يقول العلّامة بحر العلوم : وقد تكرّر ذكره في الإجازات.
ففي إجازة الشهيد الثاني للشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي والد
__________________
(١) رياض العلماء : ١ / ٣٦١.
(٢) البابليات : ه ، المقدمة بقلم الشيخ كاشف الغطاء.