وقد قال الله تعالى في مريم : ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا ) (١).
وقال تعالى : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) (٢).
فظهر : أنّ مجرّد استعمال هذه الكلمة لبيان أمر لا قبح فيه.
وهلاّ كان ما فعله خليفة المسلمين بالصبية العفيفة التي لا تحلّ له ـ من الأخذ بالذراع ، أو الكشف عن الساق أمام الناس ، حتّى ولو كانت زوجته ـ مخجلاً؟!
وهل يصدر هذا العمل من إنسان مهذّب ـ على حدّ تعبير القائل ـ؟!
ثمّ إنّ الزواج تمّ بأسلوب شرعيّ ، ولم يقل أحد ـ والعياذ بالله ـ أنّه تمّ بأسلوب غير شرعيّ ، غاية ما هناك أنّ عليّاً عليهالسلام كان مكرهاً ، وأوكل الأمر إلى عمّه العباس حفظاً لمصلحة الأُمّة الإسلاميّة. وإنّ الإكراه يحلّ معه كلّ محرّم ، ويزول معه كلّ اختيار ، فيجوز معه إظهار كلمة الكفر ، ويحلّ معه أكل الميتة والدم ولحم الخنزير عند الضرورات ، مع حرمته حال الاختيار ، فقد ورد عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : ( وضع الله عن أُمّتي الخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه ) (٣).
( مختار ـ الجزائر ـ ٣٧ سنة ـ ليسانس حقوق )
إخواني العامليّن في موقع العقائد ، أُريدكم التعمّق في البحث حول هذا
____________
١ ـ التحريم : ١٢.
٢ ـ النور : ٣١.
٣ ـ السنن الكبرى للبيهقيّ ٧ / ٣٥٧.