فقال : ( إنّ الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً ، ولم يتركهم سدىً ، بل خلقهم لإظهار قدرته ، وليكلّفهم طاعته ، فيستوجبوا بذلك رضوانه ، وما خلقهم ليجلب منهم منفعةً ، ولا ليدفع بهم مضرّةً ، بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم الأبد ) (١).
٢ ـ عن عبد الله بن سلام مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ( في صحف موسى بن عمران عليهالسلام : يا عبادي إنّي لم أخلق الخلق لأستكثر بهم من قلّة ، ولا لآنس بهم من وحشةٍ ، ولا لأستعين بهم على شيء عجزت عنه ، ولا لجرّ منفعة ، ولا لدفع مضرّة ، ولو أنّ جميع خلقي من أهل السماوات والأرض اجتمعوا على طاعتي وعبادتي ، لا يفترون عن ذلك ليلاً ولا نهاراً ، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً ، سبحاني وتعاليت عن ذلك ) (٢).
٣ ـ روى هشام بن الحكم ، أنّه سأل الزنديق أبا عبد الله عليهالسلام : فلأيّ علّة خلق الخلق؟ وهو غير محتاج إليهم؟ ولا مضطرّ إلى خلقهم؟ ولا يليق به العبث بنا؟
قال : ( خلقهم لإظهار حكمته ، وإنفاذ علمه ، وإمضاء تدبيره ... ) (٣).
( محمّد ـ هولندا ـ .... )
س : هناك طائفة كبيرة من الروايات التي تقول : بأنّ الأرواح خلقت قبل الأجساد ، فهل هذه الروايات معتمدة بين العلماء؟ وهل ينسجم القول بأنّ النفس جسمانية الحدوث روحانية البقاء ـ كما هو أصل في الحكمة المتعالية ـ مع تلك الروايات؟ وما هو وجه الجمع إن أمكن؟
____________
١ ـ علل الشرائع ١ / ٩.
٢ ـ المصدر السابق ١ / ١٣.
٣ ـ الاحتجاج ٢ / ٨٠.