الحديث بخلاف ذلك ، أي أنّ الحيوان الفلاني مثلاً ، خُلق من المادّة الفلانية ، والحيوان الفلاني خُلق من الريح ، وما شاكل ذلك.
( مريم محمّد ـ فلسطين ـ .... )
س : هل صحيح أنّ أبناء آدم عليهالسلام كانوا يتزوّجون في بداية الخلق من أخواتهم؟ وشكراً.
ج : لقد أختلف العلماء والمفسّرون في كيفية بدء النسل بعد آدم عليهالسلام ، فقيل : يحتمل أن يكون قبل آدم بشر مخلوق ، كما في بعض الروايات ، وإن كانت ضعيفة ، فربما بقي من ذلك النسل ما تزوّجه هابيل وقابيل ، ومن ثمّ بدء النسل الجديد لآخر المرحلة البشرية المتكاملة.
وقيل : بجواز نكاح الأخ من الأُخت في النسل الأوّل فقط ، أي بين هابيل وقابيل وأختيهما ، إذ حوّاء كانت تلد توأماً من ذكر وأنثى ، ويكون هذا من التشريع الخاصّ لبدء النسل البشري ، وهذا ما يتمسّك به المجوس من جواز نكاح المحارم ، إلاّ أنّه ورد في الروايات أنّ التحليل كان في النسل الأوّل ، ومن بعده كان التحريم ، والمجوس قالوا بما بعد الأوّل.
والصحيح ما ورد عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وإنكار مقولة المجوس واتباعهم غاية الإنكار ، فقد ورد في خبر زرارة قال : سئل الإمام الصادق عليهالسلام : كيف بدأ النسل من ذرّية آدم عليهالسلام؟ فإنّ أُناساً عندنا يقولون : إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى آدم عليهالسلام : يزوّج بناته بنيه ، وإنّ هذا الخلق كلّه أصله من الأخوة والأخوات.
فقال عليهالسلام : ( تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ، يقول من قال هذا : بأنّ الله عزّ وجلّ خلق صفوة خلقه ، وأحبّائه وأنبيائه ورسله ، والمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات من حرام؟ ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال؟ وقد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيّب.